الوحدة: 13-3-2022
في أيامنا هذه اختلفت المعايير ووجهات النظر في إبداء الرأي. فمن الناس من يفضل الصراحة كيفما كانت حتى ولو كانت جارحة فهي البلسم الشافي الحقيقي في العلاقات مع الآخرين.
ومنهم من يفضل المجاملة حتى ولو كانت موشاة بقليل أو كثير من الكذب كونها لا تترك ندوباً في النفوس، ولا تؤذي أحداً، وهي بنظرهم تنشر السعادة والسكينة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا وتحت وطأة الضغوط والظروف التي نعيشها، وأمام ميزان العلاقات الاجتماعية ماهي الكفة الراجحة الصراحة أم المجاملة…؟! تساؤل طرحناه عبر الاستطلاع الآتي….
* سهى شقرة /صيدلانية/ قالت : لايوجد إنسان بالغ في استقلالية التفكير- وهذا أمر متفق عليه – ومن الصعب وضع معيار لقياس استقلالية التفكير.
إذ أنه من الحكمة أن يلجأ الفرد إلى مشورة غيره قبل أن يعطي رأيه النهائي، وهذه المشورة تندرج تحت نوعين من أنواع الكلام: الصراحة والمجاملة؛ وعلى القدر الذي تكون فيه الصراحة موجهة ودقيقة تلاقي عند المستمع الاستجابة والقبول.
أما إذا كانت جارحة وغير مسؤولة فإنها تولد الألم والرفض وتزرع الضغينة والأحقاد. ولكن الأيام تثبت أن الصراحة مهما كانت مؤلمة فإنها الطريق نحو السلامة، وفي الكثير من الأحيان يحتاج الإنسان إلى فترات استراحة من الألم والنقد فتلاقي المجاملة عنده الاستحسان والقبول وعلامات الرضى.
لكنني أفضل الصراحة المبنية على أسس قويمة، والأفضل إعطاء الرأي الصحيح الذي أكون مقتنعة به وناتج عن وعي مهما كانت العواقب.
* شادي نقولا /مهندس/ قال : أفضل الصراحة في كل الأحوال والظروف وبكل درجاتها، حتى ولو كانت جارحة فهي أفضل بكثير من المجاملة لأنه لا يصح إلا الصحيح.
حتى لو كانت الصراحة أليمة وتركت ندوباً وجروحاً في النفس لكن بنظري مع مرور الأيام ستندمل وتشفى هذه الجروح، وهذا الأهم في الحياة.
* روز شبيب /موظفة/ قالت : بكل صراحة أفضل المجاملة اللطيفة البسيطة البعيدة عن المبالغة المفرطة.
فأنا أستطيع أن أعطي الرأي بكل أبعاده في جميع الأوقات مرفقاً بمجاملة نابعة عن نوايا طيبة كي يكون التواصل أقوى ويؤخذ بالرأي.
أما إذا كان سلبياً جداً ولا بد من قول الحقيقة الجارحة عندها أمتنع عن قول ما يجول في داخلي إذا كان الكلام سيتسبب في أذية الآخرين، ويبعد أواصر المحبة.
* كاتيا ديب /مدرسة علوم/ قالت : الصراحة ثم الصراحة ثم الصراحة ولا بديل عنها خاصة بين الأهل والأصدقاء والأقارب، لأن الصراحة المطلقة في إبداء الرأي دليل محبة وتواصل حقيقي.
وأنا أحب أن يعاملني الآخرين بهذه الطريقة، وبرأيي هناك أشخاص يكرهون الصراحة التي تدينهم وتنتقدهم، و يفضلون عليها المجاملة البحتة هؤلاء هم النرجسيون الذين هم بالمحصلة خاسرون بالمطلق.
* تيسير القيم /إدارة أعمال/ قال : الصراحة جميلة بين الأحباء، بين الأبناء والآباء، بين الطبيب والمريض.
لكن هناك حالات في العلاقات تتطلب نوعاً من المجاملة وهذا طبيعي، شريطة ألا تكون مبنية على كذب مفرط ونوايا خبيثة، فالإنسان يتقبل المديح والكلام الطيب، وليس المعسول المبطن المبرمج.
رفيدة يونس أحمد