الوحدة 12-3-2022
وسط حضور كثيف منصت وتواق لرشف رحيق الشعر من مكامنه الأساسية أقام فرع اتحاد الكتاب العرب بالرقة ظهرية شعرية، وذلك في مبنى مقر فرع اتحاد الكتاب باللاذقية.
وعلى الرغم من أن الظهرية اقتصرت على الأديب /نعيم علي ميا/ والأديب سيف الدين راعي، إلا أنها استطاعت أن تحقق حضوراً لافتاً، وأن تجذب الحضور بما قدمته من زاد أدبي حمل الكثير من التعابير والصور البليغة والإلقاء المتميز، والذي حظي بإعجاب وتقدير المستمعين لهذه الظهرية التي قدمها الأديب منير الحافظ.
في مادتنا الآتية نقتطف باقات شعرية من حصاد وافر، والبداية مع نعيم ميا
، ومن قصيدته التي حملت عنوان ( صديقة عمري / نختار الأبيات الآتية :
هفا فؤادي إلى طيف أسامره
أودعته شغفي والليل ينحسر
على سرير الضحى وتّدت قافيتي
وقلت شعراً به الأيام تفتخر
تطوف نشوة أحلامي به شغفاً
صلى بمحرابه شفعاً به الوتر
فيا صديقة عمري أوقدي شعلي
وبددي العتم حتى يروق الشجر
ومن قصيدة أخرى نقرأ:
تعالي
كي أريك على الشبابيك التي أهترأت
بقايا من جراحاتي وأحزاني
يضيق بحملها جلدي
فأغمض عن مواجعها… وأدفن في لظاها
الأديب سيف الدين راعي، ومن قصيدته التي حملت عنوان (كانت) نختار المقطع الآتي:
لا تبتئسي يا دافئة العينين.. فها أنا
نوّرت مصابيح الليل… أضاءت دروب العمر
وأوقفت نزيف الترحال… لا تبتئسي… فأنا كهل
أتلمس درب الأيام بعكاز منخور… أسلم ألواحي للريح وللموج
أذوب أفراحي في ملح النسيان.. وما أغمض إلا لأراك
أما قصيدة ( للصبح أولاً تحيتي) ، والتي ترجم فيها مشاعره تجاه حبيبته عندما رآها صدفة بعد فراق دام عشرين عاماً يقول فيها:
لاتغضبيني.. فقد يطول بي السفر.. مفتشاً عن صخرة سيزيف قد ضيعتها منذ الأزل لكنني أريدها يا صديقتي لأبدأ الحياة.. بعد غيبة المطر
لاتحزني… فبعض ماعندك عندي.. من هموم واكتئاب
لكنني أريد أن أقول: للصبح أولاً تحيتي.. وثانياً لك.
رفيدة يونس أحمد