الوحدة : 11-3-2022
استوقفتني طفلة بلغت من العمر أربع سنوات تتلعثم بكلماتها المحفوظة من العابثين بطفولتها الدافعين لها لأن تمدّ يدها لكل من تقابله . نظرتُ إلى الطفلة كحيلة العينين، وقد استبدّ بها النعاس وتبددت ملامح الطفولة لتحلّ محلّها ملامح القسوة .طفلة جميلة الملامح مدفوعة للتسول من قبل عصابات تستغلّ الطفولة بأعمارها كافة .لم تكن هي الأولى التي اعترضت طريقي. هي وإخوتها الأكبر سناً منها وقد توزعوا على طول الطريق . طريقي لم يكن طويلاً ولكن أطفالاً كثيرين يصطفون على امتداد الطرقات وتقاطعاتها .وكأن التسول بات مهنة يمتهنها كثيرون ويؤسس لها فرق مصغرة ترتبط بفرقٍ أكثر اتساعاً .وهناك على الطرف الآخر طفل يحمل سكيناً يلّوح بها ويهدد كل من لم يعطه مالاً . الخطورة لم تتعد أنها ظاهرة عابرة ، ولكن عندما تتحول هذه الظاهرة إلى أمر اعتياديّ تألفه العين ،فتلك الطامة الكبرى فبدلاً من أن يكون أولئك الأطفال في مدارسهم،ينعمون بالتعليم باتوا يفترشون شوارع المدينة يتسولون بكل ما أوتوا من العنف أحياناً والاستجداء أحايين أخرى .أين المؤسسات الأهلية والجمعيات الخيرية والشؤون الاجتماعية من كل ما يحصل ؟ ومن يتحمّل مسؤولية كلّ ما يحصل وتبعات انتشار التسول بهذه الطريقة المخيفة ؟؟؟
نور محمد حاتم