إلى نقاء وعطاء

الوحدة: 10-3-2022

 

أنْ تشعر بأنّكَ شجرة مزهرة ومثمرة فشيءٌ جميل جدّاً ورائع, وأنْ تشعر بأنّك لستَ الشّجرة الوحيدة الّتي أثمرتْ وأزهرتْ في الغابة فهذا رائع أيضاً , فمتى أزهرتْ أشجار الغابة لا بدّ سينمو الفرح داخلها وتكسبها ألواناً زاهية, وتتحوّل إلى لوحة مزركشة, فتمنح الجميع أسباب السّعادة كما تستقبل هذه الأسباب من الآخرين كلّ حسب قدرته وطاقته فينغمس الجميع في الحبّ وتشعر أنّكَ جزءٌ هامّ من الكلّ لأنّك سببٌ من جهة ونتيجة من جهة أخرى, كما تشعر بالانتشاء الّذي يرافقه الصّمت المعبّر ويفرح الآخر ويعبّر عن فرحه إمّا بالصّوت أو الحركة وإمّا باللون.

بهذا الأمر نستطيع أنْ نقول: جميل جدّاً أنْ نُعطي الآخر بعض ما نملك دون خوف بأنّه يأخذ منّا شيئاً , وعندها تنمو المعادلة العطاء يساوي الجمال, لأنّك إذا أعطيت أصبحت أكثر جمالاً , وهذا العطاء لا بدّ أنْ يكون مبنيّاً على الإدراك والوعي بأنّك عندما تُعطي لا ينقص منك شيء بل يزداد فيك هذا الشّيء .

رائعٌ هو شعور العطاء القائم على تقبّل الآخرين كما هم بضعفهم وقوّتهم , وإدراك أنّ النّاس لا تتصرّف كالآلهة, وهنا إذا ما أدركنا هذه الحقيقة فلا بدّ أنْ نعلم أنّ العطاء هو المحافظة على كرامة الآخرين, وأنّ الآخر قادر على العطاء كما أنت.

فالعطاء وهذه المفاهيم يعني الحياة لأنّه يُدخل الفرح إلى قلوب النّاس , لأنّه ليس فكرة صبيانيّة مراهقة , بل هو إحساس نابع من عمق الذّات يمنحها القوّة , وبذا نستطيع أنْ نؤكّد أنّ العاطفة الّتي تترافق مع الوعي والإدراك تتحوّل إلى نقاء وعطاء.

 نعيم علي ميّا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار