الوحدة : 9-3-2022
كمال قرحالي خريج المعهد العالي للفنون المسرحية ١٩٨٤، مؤلف وممثل ومخرج. مشاركاته في المسرح القومي على ما يقارب الأربعة عقود كان لها فعاليتها الطيّبة التي تركت أثراً في نفوس جمهور المسرح القومي كباراً وصغاراً. خاصة أنّ أعمالاً كثيرة وُقِّعَت باسمه إخراجياً، تمثيلاً أو إعداداً. عن تجربته وذكرياته مع المسرح أفادنا قائلاً : طفولتي كانت استثنائية بسبب محبتي للفن. بدأت مسيرتي من السبعينيات كنت آنذاك في المرحلة الابتدائية، كنت أشارك في المسرحيات المدرسية، وأُكلّف باحتفاليات عيد الأمّ والمعلّم والأعياد الوطنية. كانت شخصيتي قيادية حينها وكان الفن يجري في دمي، وكنت أحفظ الأناشيد وأنظّم لكل طالب دوره. كنت على قدر الثقة التي أُعطيَت لي. في الصف السادس صنفوني كفنّان صغير، كنت أقوم بإعداد برامج الاحتفالات لوحدي. في مرحلة الشباب كان لانتسابي لشبيبة الثورة أيضاً نكهة مميزة، من خلال قيام المنظمة بالعديد من النشاطات الفنيّة والمسرحية. تابعت على نفس المنوال بالتنظيم والإعداد للعديد من الاسكتشات المسرحية أولا المشاركة بالتمثيل . حين وصلت للجامعة بدأ التنفيذ العملي للحلم. كنت سعيداً بكل شي هناك. الأساتذة، نوعية المعلومات، التجارب بالأداء التي نقوم بها. عند التخرج التحقت بالجيش، وهناك أيضاً كان المسرح العسكري لمدة سنتين ونصف، فرصة لتطبيق ما تعلمته دراسياً. بعدها بدأت الرحلة رسمياً في المسرح القومي، وقد صُقِلَت شخصيتي الفنيّة تماماً. أصبحت مليئاً بالطاقة، بالأحلام لأعطي كل ما عندي بشغف. كانت فترة ذهبية من حياتي مع المسرح. قمت فيها بالعديد من الأعمال المسرحية للأطفال أذكر منها: الأميرة القبيحة، ليلى والذئب، علي بابا والأربعين حرامي، علاء الدين والمصباح السحري، ومن مسرحياتي للكبار : تشويش، لا تكن أحمقاً مرتين. بصدق، لا أعرف إنْ أنا خذلت المسرح، أم هو من خذلني .أقول هذ الكلام لأن كثيراً من الخطط والأحلام راودتني لكنّني لم أستطيع أن أحقق أيّاً منها. وأحتفظ بالأسباب لنفسي. وعن مشاركاته في التلفزيون والسينما أضاف : كانت لي أدوارٌ في المجاليْن، على سبيل المثال لا الحصر : مسلسل زمان الوصل مع عارف الطويل، ومسلسل الجمل وضيعة ضايعة. وحتى الأفلام كانت لي مشاركات منها مع الفنان الكبير أيمن زيدان. ولكن سعادتي في وجودي على المسرح.. المسرح ملاذي وملجأي مع أني أحس أنني لم أحقق فيه ما صبوتُ إليه. وعن رأيه بالجيل المسرحي الشاب أجاب : بصراحة وهذا رأيي، أنا غير مُعجَب بأغلبية ما أراه من الحراك المسرحي الشّاب، تجارب الشباب المسرحية اليوم بحاجة للكثير وللمزيد من الجهد والمصداقية وتصويب المسار. قد يتهمني البعض بالتشاؤمية والتكبّر، لكنني لم ألحظ أي تقدّم قدّمه الجيل الشاب الحالي للحراك المسرحي في اللاذقية. وعن جديده قال: أنا بصدد التحضير لاحتفالية فنيّة بمناسبة يوم المسرح العالمي الذي يصادف في السابع والعشرين من آذار، وأتمنى أن تنال الإعجاب.
مهى الشريقي