الوحدة : 9-3-2022
بعد مرور نحو أسبوعين على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، ومراقبة الأخبار القادمة من ميادين هذه العملية، أو ما أحاط بها من مواقف وردات فعل، وما رافقها من قراءات وتأويلات وتحليلات، ووصول منعكساتها الاقتصادية على لقمة كل يوم في مختلف أنحاء المعمورة، وبتقاطع كل ما تقدّم، وانسجاماً مع موقف الدولة السورية الرسمي، الداعم لهذه العملية، وما نقرأه على مواقع التواصل الاجتماعي لسوريين، يمكننا القول إنّ القوة باتت حاجة ماسة للاستمرار بهذا النظام العالمي الذي تحاول الولايات المتحدة الأمريكية وأدواتها أن تفرضه في مشارق الأرض ومغاربها.
الانجرار خلف الموقف الأمريكي من قبل كثيرين لم يكن مفاجئاً، فكل ( تنديد عربي ) بهذه العملية، إنما كُتب في البيت الأبيض، وتمّت ترجمته لتنطق به ألسن اعتادت أن تتلوّى كيفما تؤمر ، دون أن يحقّ لها إبداء الرأي حتى بأحرف الجرّ.
لسنا غريبين عن هذه المواقف العرجاء، وقد ذقنا منها كسوريين ما لم يذقه آخر، وفي الوقت الذي انتظرنا فيه قبل (11) عاماً أن تسخن الهمم العربية لنجدة إخوانهم في سورية، لم تسخن إلا قرارات المال لديهم، حيث فرض عليهم ربّ البيت الأبيض تحويلها إلى حطب ووقود بحيث لا تخبو النار التي أضرموها في عروق سورية، وعندما كنّا نتحدث عن مؤامرة على سورية كان البعض يسخر من هذا الحديث، ويتحدث عن ( ثورة محقة )، وأن الشعب ثار على ( الظلم ) لرفعه، وتحقيق الحياة الرغيدة للسوريين.. لاحقاً، وبعد 11 عاماً من محاولة خداع السوريين، دعونا نبحث عن نتيجة إيجابية واحدة لكل السنوات السابقة، دعونا نفتّش عن موقف إنساني واحد قدمته أي دولة تجاه الشعب السوري.. لن نجد ، فكل الخير هو ما نصنعه بأيدينا كسوريين، ولن يكون غير ذلك.. الربط بين ما حدث في سورية، وما يحاولون الآن تسويقه على روسيا وفي روسيا متشابه إلى حدّ كبير، وكما حافظنا كسوريين على بلدنا، ونستعد لإعادة بنائه، ستنجح روسيا بكل تأكيد بإعادة الأمور إلى نصابها سياسياً وعسكرياً وإعلامياً. ربما لا يتقبل كثيرون هذا الخطاب، لكنها الحقائق على ما أفرزته لنا من مواجع وصلت إلى رغيف الخبز وشربة الماء!
غانم محمد