هل لنا أن نعرف الناس من ثيابهم ؟

الوحدة : 9-3-2022

تعج الأسواق بأصناف وألوان وموديلات تناسب أفراد المجتمع بكل أذواقهم وصنوفهم وظروفهم, وقد تتمكن من تصنيفهم وتعرف من أين جاؤوا وفي أي حي وشارع يسكنون, ويمكنك أن تحزر ما في جيوبهم من نقود, وإليك بعضهم فيما يبوحون.

يخجلون من ذكر أسمائهم فلا عتب أو لوم, حتى لو لبسوا طاقية الإخفاء ليكونوا بأمان في أسواقهم وجولاتهم من عيون الزملاء والجيران والأقرباء إذا ما دخلوا العبارات أو (هنانو ) أو سوق البالة وعلى (الطبليات) .

سماهر – تسكن في حي الدعتور – بدأت بجملة (لبس العود بجود) وتقول : الغالي لا يبلى ويبقى لعدة سنوات بمظهر جميل وتتباهي به، وأفضل أن أشتريه ،لأكون كما زميلاتي في عملي بمكتب هندسي, لهذا أقصد العبارات لأشتري أحدث الموديلات ولو كلفني ذلك راتبي وزيادة . فهناك كله بالمئة ألف وما فوق للقطعة الواحدة للبنطال أو البلوزة.

أما الجاكيت فأسعاره من عالم آخر ، لكن ما باليد حيلة عندما يكون لديك الطموح وتريدين أن تكوني ابنة عصرك وتجارين بنات جيلك, ولا أرى بأنهن أفضل مني ولا أجمل, ووالدتي تلومني دائماً بالقول : ( حرام ما تفعلين, لو تشترين ذهباً أفضل لك من القصاصات، فنحن في ضيق وقد يأتي العريس، فماذا نحن فاعلون؟ ) أما والدي مكتوم القول . جودي – بكالوريا ولا تريد أن تهدر وقتها في السوق ويفوتها اليوم الدراسي, فهي تسكن في قرية بعيدة عن المدينة, لكن فيها كل المحلات التي تأتي بأحدث الموديلات بعد التطور الذي شهدته قريتها والعصرنة والنت تقول : والدتي هي من تختار لي ملابسي وتشتريها من عند رفيقتها التي تعطيها بالدين وعلى الحساب كل شهر، ولا أشتري الثياب إلا بالمناسبات, وعلى الفحص سيكون لي لباس جديد أنتقيه بنفسي كما وعدتني أمي .مايا تقول: تحب الفساتين على الفتيات وهي محرومة منها, وتقول : لا يليق بمن تلبس الفستان والقصير اللجوء للسرافيس لقصد المدينة والجامعة, وينحصر لباسها على بنطال الجينز الذي خصص لكل الظروف والمناسبات وقيدت نفسها فيه لتكون رفيقة الشباب, وأضافت : ألبس الفستان أحياناً في قريتي الصغيرة .

فألفت انتباه الجميع وكأني غير كل الناس. فأسرع راجعة للبيت, ولا أجده مناسباً غير في الأفراح وهي قليلة اليوم, ويكاد ينحصر الفستان للفتيات اللواتي يقدن سياراتهن الخاصة ليخرجن منها بكامل أناقتهن وزينتهن, فهنيئاً لهن بالفستان .

جواد، أب لطفلين وموظف أشار إلى أنه لا يستطيع التسوق لفتاتيه الصغيرتين إلا من سوق شارع هنانو كل سنة مرة في موسم التنزيلات , وزوجته تقصد سوق البالة, فالحال ضيقة وليس في الجيب غير الراتب العاجز عن مصاريف اليوم ولا تسليف أو دين من الدكاكين. فالجميع كتب ذلك في قلب دكانه ووضعها ببراويز، فقال : بالكاد نعيش وبالتقتير . أما سامر فأكد أنه لا يهمه الشكل واللباس ولا يعرف كل الأسواق, وفي قريته سوق طويل ومحلات بماركات, لكنه لا يبالي إن كان قميصه أجنبياً أو وطنياً يكفيه أن يليق به ويكون جميلاً يتلقى من خلاله نظرات الصبايا والزميلات ليغار منه الزملاء .

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار