ثقافة المرأة في شعر نزار قباني بثقافي جبلة

الوحدة:8-3-2022

احتفاء بعيد المرأة العالمي، ألقى الشاعر سهيل درويش ابن مدينة جبلة محاضرة بعنوان (المرأة في شعر نزار قباني) حيث حلّ ضيفاً على المركز الثقافي بجبلة وسط حضور عدد من المهتمين والمتابعين للأنشطة الثقافية. رأى المحاضر أن خير من تناول موضوع المرأة في ميدان الشعر هو الشاعر الكبير نزار قباني، الذي ساند قضية المرأة أكثر من خمسين عاماً ليحررها من كل قيد يحد من إبداعاتها، فقد اتصلت المرأة في قصائد نزار قباني – حسبما ذكر المحاضر- بالحرية والوطن فكانت الحبيبة والزوجة والصديقة، مع التأكيد بأن الشاعر نزار قباني لم يكن شاعر المرأة فقط، بل هو شاعر الحياة بأكملها وبجميع تفاصيلها. ونوه المحاضر بأن نظرة الشاعر نزار قباني للمرأة ما قبل نكسة حزيران 1967 اختلفت كلياً ما بعد النكسة، فقد كانت المرأة بنظره لوحة جميلة فقط، ولكن بعد ذلك أصبح ينظر إليها من منطلق حوار ثقافي وسياسي وتبنى قضية المرأة فهي تستحق النضال من أجلها والدليل على ذلك قصائده، أضف إلى ذلك أن فقدانه لزوجته بلقيس شكّل ضربة قاصمة في قلب وحياة الشاعر نزار قباني وزاده تحولاً وتطوراً في نظرته للمرأة . رأى الشاعر سهيل درويش أن للشاعر قباني أسلوباً خاصاً في معالجته لقضايا المرأة حيث اهتم بعناصر جمالها وركز على تمردها وثورتها على التقاليد الاجتماعية، وهناك قصائد تثير المرأة على الانتقال بجهدها من الجمال المحسوس إلى مراتب صوفية عالية تحرر روحها من حبس الجسد. وأشار المحاضر إلى أن الشاعر قباني قدم تحليلاته وحلوله للإصلاح والتقدم، لقد سلط نزار قباني الضوء على الثقافة العربية التقليدية بكل أسوارها، معرياً حقيقة الرجل الذي يلغي وجود المرأة ودورها الحيوي في الحياة والمجتمع. كما تعددت جوانب المرأة الإنسانية في شعره، فلم يعد حضورها حضوراً جسدياً فقط، بل حاول نزار التغلغل في عالمها، وإضاءة الجوانب الإنسانية، فهي تمثل المجتمع، لأنها الأم والأخت والحبيبة والرفيقة والمناضلة. كما وجد الشاعر في المرأة رمزاً للوفاء والإخلاص، لأنها تتذكر أدق التفاصيل، يقول الشاعر قباني : ماذا أقول له لو جاء يسألني إن كنت أكرهه أم كنت أهواه؟ رباه أشياءه الصغرى تعذبني فكيف أنجو من الأشياء رباه. وذكر المحاضر بأن الشاعر نزار قباني أراد أن تكون المرأة ثائرة على كل الأوضاع التي تجعلها جارية تباع وتشترى بالمال، فدفعها إلى التمرد والثورة على كل شيء يحاول طمس إنسانيتها، فهي ليست وعاءً وعورة، ولكن تلك النظرة التصقت بها قروناً طويلة، فيقول الشاعر: ثوري ! أحبك أن تثوري ثوري على شرق السبايا و التكايا والبخور ثوري على التاريخ، وانتصري على الوهم الكبير.

أرادها أن تكون مناضلة ومستقلة بأحاسيسها ومشاعرها وحقوقها، حرة في رأيها، ثم يتطلع الشاعر إلى المرأة البسيطة، التي لا تتكلف، المرأة العفوية التي ترفض التبرج وسيلة إلى قلب الرجل، بل تعتقد اللباقة والذكاء أرضية لجمالها حتى تتمكن من غزو قلبه، يقول: أَحِبّنِي كما أنا بلا مساحيق .. ولا طلاء أحبني .. بسيطة عفوية كما تحب الزهر في الحقول .. والنجوم في السماء. و بيّن المحاضر أن العلاقة بين الرجل العربي والمرأة العربية حسبما كشف عنها الشاعر نزار قباني هي علاقة عقارية وتحرير المرأة لا يتم بالتضرعات والأدعية وتقديم النذور والهدايا ولكنه يحتاج إلى عشرين فرقة انتحارية من النساء. حقيقة أن الشاعر قباني أهدى المرأة تاجاً من الذهب فوضعه على رأسها وأصبح معروفاً من خلاله يشار إليه بالبنان في كل شارع وبناء وبستان. يُذكر أخيراً أن المحاضر سهيل درويش استخدم مؤثرات عدة في محاضرته ومنها مقاطع صوتية بصوت الشاعر نزار قباني وأغانٍ بصوت كاظم الساهر وماجدة الرومي.

ازدهار علي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار