الوحدة: 7-3-2022
جوان جان، كاتب وناقد المقالات، ورئيس تحرير مجلة الحياة المسرحية، صاحب كتاب /وراء الستار: مقالات نقدية في المسرح السوري/.
/مسرح بلا كواليس إطلالة على الحركة المسرحية السورية/ ومن أعماله المسرحية /هوب هوب/،/دو ره مي/.
كانت لنا معه فرصة هذا اللقاء.
*كيف ترى واقع المسرح اليوم؟
لا شك أن الحركة المسرحية في سورية قد تأثرت سلباً في السنوات الثلاثة الأخيرة بوباء كورونا وما فرضه من إجراءات طالت كل أماكن التجمعات ذات الطابع الاجتماعي والثقافي، وفي مقدمتها صالات المسارح التي بدت خاوية في المرحلة الأولى من تفشّي المرض، ولكن ومع مرور الوقت عادت الأمور إلى طبيعتها وعادت صالات المسارح إلى سابق عهدها من الحيوية والنشاط، وقد شهدت السنتان الأخيرتان من عمر المسرح السوري ازدهاراً في حركة المهرجانات المسرحية وولادة عدد منها، فعلى سبيل المثال أقيم مهرجان المونودراما الأول في حماة ومهرجان الحسكة المسرحي في ثامن دوراته ومهرجان محمد الماغوط المسرحي في دورته الثالثة في حماة، وفي اللاذقية أقامت فرقة أليسار دورتين من مهرجانها المسرحي الأول من نوعه على الصعيد العربي من خلال تخصيصه كل دورة من دوراته لأعمال كاتب مسرحي سوري وهي الآن بصدد التحضير للدورة الثالثة، كما أقام مهرجان السويداء المسرحي دورته الخامسة مؤخراً، ولا يمكن أن ننسى مهرجان مسرح الطفل السنوي الذي يقام في العطلة الانتصافية وتمتد عروضه إلى كل المحافظات. وإذا أردنا التركيز على مدينة اللاذقية سنجد كيف تستمر فيها عروض المسرح القومي بإدارة الفنان حسين عباس، بالإضافة إلى نشاط المسرح الجامعي الذي تبدو واضحة عليه بصمات الفنان هاشم غزال، والمسرح العمالي الذي يحاول أن ينهض به الفنان سلمان شريبا .
*هناك من يقول إن هناك أزمة نصوص مسرحية ولا يوجد كتّاب.
ربما يكون هذا الكلام صحيحاً ولكن بشكل جزئي، إذ مما لا شك فيه أننا نمتلك عدداً لا بأس به من كتّاب المسرح، لكن المشكلة تكمن في أن العلاقة بين المخرج والكاتب ما زالت ملتبسة ولا تخضع لمعايير دقيقة تحفظ حقّ كل واحد منهما، لذلك ينبغي العمل على جسر الهوة القائمة بين بعض مخرجينا والنصّ المسرحي المحلي من خلال العمل على توسيع رقعة انتشار النص المسرحي السوري وتسهيل عملية نشره، وأعتقد أن المسابقة التي أعلنت عنها مديرية المسارح والموسيقا والخاصة بالنص المسرحي الشاب والتي صدرت نتائجها قبل فترة تُعتبر خطوة على طريق طويل، الهدف منه الرفع من سوية النص المسرحي المحلي .
*كل ما نراه هو نصوص مترجمة أو مقتبسة عن كتّاب أجانب.
بالفعل هناك نسبة لا بأس بها مما يُقدّم من أعمال مسرحية تعتمد على نصوص مترجمة، وهو أمر مشروع ومطلوب لأن المسرح فنّ يتجاوز الحدود ولا يجب أن يكون محصوراً بمنطقة جغرافية واحدة، والأهم من ذلك هو أن نعرف كيف نستفيد من النصوص المترجمة ونقدم المناسب منها لجمهورنا من خلال تقريبها من ذائقته الفنية وتوجهه الفكري، ومن المؤكد أن اطلاع جمهورنا على نماذج مما هو متميز من الأعمال المسرحية المترجمة سيزيد من ثقافته الفنية عامة والمسرحية خاصة.
*ألا ترى غياباً للنقد.. لا نرى نقداً مختصاً من نقاد مختصين بل مجرد آراء لا تغني ولا تسمن.
أعتقد أن كل ما يُكتب عن المسرح مفيد سواء أكان مختصاً أم لم يكن لأن المسرح بحاجة إلى المزيد من إلقاء الضوء عليه إعلامياً بشتى الأساليب، ومن هذه الأساليب التغطيات الصحفية العابرة، بنفس الوقت الذي يحتاج المسرح فيه إلى مقالات نقدية متخصصة، وأن الجانبين يتكاملان ولا تعارض بينهما.
مهى الشريقي