الملتقيات الثقافية موضة عابرة أم حاجة أصيلة

الوحدة: 6-3-2022

 تنتشر الكثير من الملتقيات الثقافية الخاصة التي تسلط الضوء على أنشطة الثقافة والأدب وتعكس صورة الأدباء والمثقفين في المشهد الثقافي ولاحظنا في الفترة الأخيرة انتشاراً ملحوظاً للملتقيات الثقافية، هل هي رافد للحركة الثقافية أم موضة عابرة .

ماهي سلبياتها أو إيجابياتها ، وقد أردنا تسليط الضوء عليها من خلال آراء لمهتمين في مجال الأدب والثقافة.

 * منذر عيسى رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب بطرطوس قال : بعد الحرب الكونية على سورية ، ومحاولة تدمير بنيتها التحتية والبشرية، وتمزيق كيانها، انتفض الشعب السوري بكافة أطيافه للتصدي لهذه المشاريع مؤكدين أننا في سورية أول من اخترع الأبجدية وفكرة القيامة بعد الموت، ومارسنا طقوسها، بدءاُ من قيامة طائر الفينيق من الرماد وقيامة الأرض واحتفالات الربيع وقيامة السيد المسيح، وكانت ردة الفعل عند الطبقة الواعية هي اللجوء إلى استنهاض الشعور الوطني من خلال إقامة ملتقيات ومنتديات ثقافية، تأخذ الطابع الأهلي، مدركين أن المؤسسات الرسمية لايمكن أن تستوعب هذا الكم .

بدأت هذه المنتديات نشاطها باستخدام صنوف التعبير المختلفة كالشعر والنثر والرسم والنحت والأغنية، وقد انتشرت بشكل واسع.

ويمكن لهذه المنتديات من خلال التركيز على المواهب الحقيقية أن تكون رافداً للحركة الثقافية في سورية ،وتسهم بتنشيطها وخلق حراك ثقافي جميل ، وقد برزت مواهب جيدة في هذه المنتديات.

ومن إيجابياتها أنها تسطر العمل الفكري والثقافي وهو أكثر جدوى في الحركة الفردية وبالتأكيد فإن هذا الكم سيفرز نوعاً، فمن يملك موهبة حقيقية سيستمر ويتساقط الغث تدريجياً.

ونحن في فرع طرطوس لاتحاد الكتاب العرب، التقطنا المبادرة وقمنا بتأسيس المنتدى الثقافي الذي يتبع لفرع اتحاد الكتاب العرب ونواته فريق مئة كاتب من الشباب لرعاية المواهب الحقيقية بعد اكتشافها وبدأنا بإجراء نشاطات وفعاليات لهم بعد تدقيق نصوصهم ومراجعتها .

وأسسنا مكتبة أهلية في الشيخ سعد وزودناها بحوالي ألف كتاب من اتحاد الكتاب العرب. وأما السلبيات لا أرى أنها تشكل حجر عثرة وعيباً في مسار الحياة الثقافية إلا أن استسهال الكتابة والنشر سواء أكان ورقياً، أم عبر الفضاء الأزرق، قد خلق بعض حالات التشويه والتي تسقط وتتلاشى مع الزمن.

 * نهلا يونس شاعرة وأدبية عضو اتحاد الكتاب العرب قالت :عندما يكون الأدب أحد أشكال التعبير الإنساني عن مجمل عواطف الإنسان وأفكاره وخواطره وهواجسه بأرقى الأساليب الكتابية، وبكلمات بليغة تؤثر في النفس حينها وحسب مايسمى الكاتب أديباً أي حسب ريختر تأثيره في عاطفة القارىء والسامع؛ ونحن إذ نرزح تحت وطأة الحرب الإرهابية على بلدنا وبالتالي مفرزاتها السلبية لم ننتبه إلى ظاهرة تفشي الملتقيات الثقافية التي انتشرت وراء ستائر التواصل الاجتماعي المزركشة فخرجت إلينا بألقاب ونعوت تطال أي هاو..وإن هوى !

(مبدع ،شاعر،اديب،رائع..) حسب درجة القربى أو الصداقة ووصلت حد المصالح الشخصية وكل هذا تنامى وسط غياب الرقابة الثقافية وإن كنا أكثر صراحة بوجود دعمها أعتقد أننا في مأزق حقيقي أمام الانتفاخات المرافقة للهالة الإبداعية، ناهيك عن حفلات تقام تحت مظلات ثقافية في وضح انكفاءة الرعاة الأصليين وفي جنح إغفاءة لآخرين آثروا الصمت في زمن لم يعد للكلمة فيه مرمى مع بعض الاستثناءات الشحيحة لمواهب يمكن أن تتخذ من الأدب موضع قلم يوماً ما.

 * عبد الكريم اللامي شاعر ومؤسس ملتقى دوحة الشعراء قال: الملتقيات الأدبية بشكل عام هي حركة نهضوية تسعى لتنمية المواهب الأدبية بشكل عام أما السلبيات فتضيع في غمرة الإيجابيات ورؤساء الملتقيات قد تكون أغراضهم الشهرة أو للاستفادة المادية كما لاحظت رؤساء ثلاثة ملتقيات، ومع ذلك أعتقد أنها مفيدة لجذب أصحاب المواهب لتنمية مواهبهم؛ والملتقى هو مشروع تكريمي فقط لأجل الشعراء الموهوبين للاهتمام بهم وتطوير مستواهم وتشجيعهم.

هويدا محمد مصطفى

تصفح المزيد..
آخر الأخبار