الوحدة: 3- 3- 2022
في سياق النشاطات الأسبوعية للجمعية العلمية التاريخيّة، أقامت الجمعية محاضرة تاريخية بعنوان (رحلة إلى أعماق التاريخ – الاسكندر المقدوني حقيقة فوق الخيال ) ألقاها الأديب الشاعر محمد صالح إبراهيم في مقر الجمعية الكائن بمدينة جبلة. بدايةً قدمت الموجهة التربوية امتثال أحمد المحاضر وعرّفت عنه بأنه أديب و شاعر موسوعي علماً وثقافةً العميد المتقاعد محمد صالح إبراهيم.
ثم استهل الأديب الشاعر محمد إبراهيم محاضرته بالحديث عن أصل الاسكندر الأكبر ( ذو القرنين) ونسبه التي تضاربت الآراء والأقوال عنه، مشيراً إلى أن الاسكندر المقدوني قائد شجاع قلّ نظيره بين قادة البشرية الفاتحين جمعاء رغم صغر سنه 22 عاماً حين استلام الحكم ووفاته شاباً 36 عاماً، و كل الأحداث العاصفة التي أثارها وصنعها هذا القائد العظيم قد أضحت أوراقاً متفرقة على صفحات التاريخ البعيد التي اختلفت فيها الأقوال والروايات.
ومن ثم انتقل الأديب الشاعر محمد إبراهيم إلى قصة الاسكندر المقدوني في غزوه لمملكة فارس فقد استطاع هذا القائد تحرير بلاده من سيطرة مملكة فارس واحتلالها وغزو العالم والسيطرة على أغلب بلدان الشرق والغرب في مدة زمنية تقل عن أربعة عشر عاماً.
وعرّج المحاضر أيضاً على قصة الاسكندر مع ملك الصين لما لها من أهمية تذكر مستعرضاً المحاورات التي دارت بينهما حين وصول الاسكندر إلى الصين، حيث تجلت فيها حكمة ملك الصين من خلال موقفه وحسن تصرفه و المخاطرة بنفسه من أجل شعبه ووطنه وتجنيب بلاده ويلات الحرب و نتائجها.
و نوه المحاضر بدهاء الاسكندر المقدوني الذي استخدم في حروبه الكثير من أساليب الدعاية والمكر والخديعة من أجل تحقيق النصر على أعدائه، حيث كان يلجأ إلى استشارة الحكماء فيما يعترضه من المشاكل لاسيما الفيلسوف اليوناني ارسطاطاليس.
ورأى المحاضر أن كلمات الحكم والمواعظ المختصرة التي أبّنَ بها الحكماء الاسكندر المقدوني إثر موته من أجمل ما قيل، فعندما مات أطاف به من معه من الحكماء اليونانيين و الفرس والهند ومما قالوه : (هذا الملك كان يخبئ الذهب فقد صار الذهب يخبئه) و( ما أزهد الناس في هذا الجسد و ما أرغبهم في التابوت فقد كنت لنا واعظاً فما وعظتنا موعظةً أبلغ من وفاتك، فمن كان له معقول فليعقل، ومن كان معتبراً فليعتبر) و ( هذا يوم عظيم اقبل من شره ما كان مدبراً، وأدبر من خيره ما كان مقبلاً، فمن كان باكياً على من زال ملكه فليبكِ).
ازدهار علي