الوحدة : 2-3-2022
جميل جدّاً أنْ نُدركَ طرقَ ودروبَ العيش وأساليبه, فننظر إلى الحياة بشكل جديدٍ ومختلف , إنْ لم نقُلْ النّظرة القائمة إلى الجذر الأساس , نظرة إلى الهدف الحقيقيّ للحياة في أجمل صورها , وأبهى معانيها, هذه الحياة الّتي لا ولن تكون إلّا إذا بُنيتْ على التّسامح القائم على العاطفة من جهة, والعقل من جهة ثانية, ولا ننسى أنْ يكون هذا التّسامح مبنيّاً على الرّغبة مُنطلقاً منها, الرّغبة بعرفان الجميل, والرّغبة بمساعدة الآخرين على العبور إلى الضّفّة الأخرى, بل قد يكون هذا التّسامح سبباً في الإجبار على التّغيير , ذاك الإجبار المعنيّ بالالتزام بعيداً عن الإلزام, أي التّغيير نحو الإيجاب في التّعامل , والسّلوك , والكلام, وهذا ما أستطيع أنْ أسمّيه(الحياة من الدّاخل) نعم هو التّسامح النّابع من الدّاخل, الداخل النّابع من الشّعور الحقيقيّ والعميق بالذّات وحبّها وتقبّلها انطلاقاً من الإدراك الواعي لحقيقة الحقّ والواجب , ومعرفة الحدّ الفاصل بينهما , الحدّ الّذي لا يُدركه إلّا مَنْ امتلك ثقافة الاعتراف بالاختلاف , الاختلاف القائم على إفساح المجال للآخر ليكون , كما يُفسح المجال لي لأكون, ومِنْ هنا يُمكننا القول: إنّ التّسامح طاقة شافية تحملنا إلى مفهوم تقبّل الآخر كيفما كان.
نعيم علي ميّا