الوحدة 1-3-2022
أقام قصر الثقافة في بانياس محاضرة بعنوان (في رحاب أبي الطيب المتنبي) ألقاها الدكتور زهير سعود، تناول فيها سيرة حياة المتنبي ونسبه بوصفه اللغز في التاريخ وشخصية مازالت حتى الآن كما ذكر طه حسين في نهاية كتابه مع المتنبي مالئ الدنيا وشاغل الناس، ونوه أن سيرة حياة المتنبي تعرض لها معظم الباحثين والمفكرين على مستوى الوطن العربي و على مستوى المستشرقين الأجانب الذين تناولوا هذه الشخصية للوصول إلى حقيقة مذهبها، وتحدث عن معظم هذه الكتابات وما وصلت إليه بالإضافة إلى ما تبين من خلال دراسة شخصية لحقيقة هذا النسب وارتباطه بالدولة الحمدانية التي كانت تمثل التيار العروبي الإسلامي في مرحلة ظهور المتنبي، بالإضافة إلى الاهتمام بشخصية المتنبي على صعيد ارتباطه بالعرب الحمدانيين الذين كانوا يواجهون الفروقات الخارجية للدولة الإسلامية سواء كان من قبل الترك أو الرومان أو الفرس البويهيين في تلك المرحلة، وعلاقة المتنبي بهذا الأمر والدور الذي أداه الشعر، فكان شعر المتنبي الخاص في تحقيق غايات وطموح منظر الحركة الإيدلوجي في تلك الفترة الحسين بن حمدان، ونوه إلى أن شعر المتنبي كان يمثل الواقع الإعلامي في تلك المرحلة و كان ينقل أدق الوقائع لحركة التاريخ في تلك المرحلة على اعتبار أن التاريخ كما هو مألوف ومعروف مليء بالأكاذيب وبنزعات المؤرخين في نقل التاريخ و التي تتضمن دائماً نزعات ذاتية ينطلق منها المؤرخ في صياغة حركة التاريخ، وبالتالي هناك وجهات نظر عديدة منها ما كان يدعو لقرمطة المتنبي مثل طه حسين وشخصيات أخرى كانت تعتبر أن شخصية المتنبي شخصية لا مبدأ لها متنفعة من خلال مدح الملوك للحصول على ثروات شخصية، أما دراستنا فأثبتت أنه شخص ثائر في التاريخ وكان داعماً للحركة الحمدانية التي كان لها دور ووظيفة اجتماعية في الحفاظ على وحدة العرب ووحدة أراضي المسلمين في تلك المرحلة والحرص على عروبتها بشكل عام.
رنا ياسين غانم