الوحدة 1-3-2022
قدم الباحث حيدر نعيسة محاضرة ثقافية تمحورت حول أبرز وأعرق آثار منطقة الحفة وفي مقدمتها قلعة صلاح الدين وقرية بابنا ووادي القرشي ورؤوس الجبال كجبل النبي يونس، باﻹضافة إلى المغاور والقباب والكهوف والأبراج وأيضاً صلنفة في لمحة تاريخية شاملة كون الآثار هي الشواهد على التاريخ، والدلالات على عراقة الإنسان والأرض وقدم العهد مع التاريخ. حيث بدأ الباحث نعيسة محاضرته بتسليط الضوء على قلعة صلاح الدين التي تعتبر من أروع النماذج المعمارية التي خلفتها عمارة القرون الوسطى، لما تحمله من قيمة تاريخية وأثرية تشهد عليها مناعتها وقوة حجارتها، والتي وصفت على ألسنة الرحالة والمؤرخين بوصفين خالدين: القلعة التي لاتقهر والحصن الذي يفوق كل الحصون بما فيها من آثار تعود إلى القرن العاشر والثاني عشر والرابع عشر ميلادي، وأهميتها الحضارية باعتبارها أحد القلاع الخمس عشر في الساحل السوري، بالإضافة إلى موقعها الاستراتيجي حيث تطل على ساحل البحر المتوسط على ارتفاع 410 م.
وأضاف نعيسة بأن قلعة صلاح الدين حملت عبر التاريخ في عهد اليونان اسم صهيون بمعنى الصخرة العالية وهي مأخوذة عن اليونانية تسيغون بمعنى الحصن، لافتاً إلى أن هذه القلعة تشكل مفخرة مضافة إلى آثار أوغاريت والآثار الظاهرة والمطمورة.
كما تطرق خلال محاضرته إلى قرية بابنا التي تتميز بنمط معماري متميز وخاص والتي تتفرد بأبنيتها الطابقية المصممة من حجارة مكعبة صغيرة وخشب وطين.
وأضاف: تزخر هذه القرية بالكثير من الشواهد الأثرية النادرة كالمضافات والعليات والبيوت الأثرية الموجودة فيها وأيضا مايسمى القشلة (السكنة العسكرية) أو قازان غورو، كما يعود دورها التاريخي إلى وجود خمسة جوامع مرجحاً بأن تاريخ أقدم جامع يعود إلى عام 1250 هجري مضيفاً إلى أنه نسعى إلى تسجيلها على قائمة التراث الإنساني الوطني والعالمي. وأشار نعيسة إلى أن منطقة الحفة تزخر أيضا بالكثير من الشواهد الآثرية كالقبور القديمة ومنها قبر ضبيعة وهي أخت الزير سالم حيث تقول السير الشعبية : الزير سالم أقام في قلعة صلاح الدين، وقبر آخر شهير هو قبر العزيز وأيضا المغاور الكثيرة في المنطقة والتي تعد من الدلالات الأثرية كمغارة الكريك، بليهون ،السواميك في كفرية ومغارة المصيص ذات الصواعد والنوازل العظيمة كذاك مغارة الخيارة وهي تجمع سبع مغاور مابين قريتي برمثة ودورين.
كما تحدث الباحث نعيسة عن تاريخ صلنفة قائلاً: إنه خلال الاحتلال الفرنسي وقع خيار الضباط الفرنسيين على تلك المنطقة لتكون مصيفاً لهم عام 1925، وفي صيف عام 1930 كان اول موسم اصطياف، لافتاً إلى أن مايميز صلنفة هو جبل الشوح الذي يقال إن الرومان قد غرسوه وهو شجر مقدس في نهاية كل غصن من الشوح ينتصب غصنان ويتجهان للأعلى كالصليب. وصلنفة اسم مركب من صلان فئ وهي باللغة التركية تعني غنيمة السباع حيث يقال إن ملوك الرومان كانوا يصطادون السباع في تلك المنطقة، إضافة إلى الكثير من المواقع التي يتخذها الضباط الفرنسيون مصيفاً لهم كقرية كرم المعصرة وجبل النبي روبيل إلا انه خلال تلك الفترة كانت هناك أسرة سعادة وهي من كبار الملاك في المنطقة قد رجحت كفة صلنفة لتكون مصيفا للضباط الفرنسيين وبقيت على هذا الحال حتى جلوا عن أرض الوطن لتصبح بعد ذلك موقعاً آثرياً ومعلماً سياحياً مميزاً في منطقة حتى يومنا هذا.
داليا حسن