الوحدة 28-2-2022
أقام فرع اتحاد الكتاب العرب في اللاذقية نشاطاً ثقافياً شارك فيه كل من السادة الأدباء د. ريم هلال، أحمد حسيب أسعد، عبد الكريم الخير، وذلك في صالة الأنشطة بمقر الاتحاد.. قدّمت الظهرية الأديبة أمل حورية.. ” الوحدة ” حضرت هذا النشاط الثقافي الذي تمّيز بنضج الأعمال الأدبية الملقاة النثرية منها والشعرية فكانت معبّرة عن المكنونات الذاتية الإنسانية إضافة إلى محاكاة الواقع المعاش بأبعاده وتفاصيله والبداية كانت مع الشاعرة الدكتورة ريم هلال عضو اتحاد الكتاب العرب، أستاذة جامعية قسم اللغة العربية، لها العديد من المؤلفات في النثر والشعر والسيرة الذاتية والقصص القصيرة في المجتمع ، حيث استهلت د. هلال الظهرية بمقدمة قالت فيها: تكلمت في مناسبة سابقة عن ” كتاب أبي ” وتحدثت حينذاك عن كتاباتي النثرية في هذا الكتاب وأشرت إلى القصص التي مرت مع أبي وبعض الحكم التي أدلى بها كما أشرت أيضاً نثراً إلى مشاعري تجاهه في حياته ومماته وسأتابع في هذه الظهرية وأقول ما ورد فيه شعراً عنه. هذا وقد ألقت قصيدة عن والدها كتبتها في ذكرى ميلاده الأخير حيث توفي وهو في الخامسة والثمانين لكن في ذكرى ميلاده الأخيرة الرابعة والثمانين كان حدسها يقول لها شيئاً فكتبت له شعراً وكم تأثر وفرح بهذا الشعر لاسيما حين نشرتها على صفحتها في الفيس بوك ووالدها لا يحسن التعامل مع التكنولوجيا على الإطلاق فراحت تقرأ له تعليقات الأصدقاء فصار يبكي وقد ألقت أيضاً قصيدة بعنوان: حداد ومن الأولى اقتطفنا الآتي:
بابا
اليوم الثاني عشر من تموز
ذكرى ميلادك الخصيب
اليوم تضيء شمعتك الرابعة والثمانين
تضيء لا تطفئ
بل إنها شمسك الرابعة والثمانون
ملئنا بابا أنواراً
أنوارك التي فيها هدانا
ياسمين الصيف يهنئك بابا
وألوان فاكهته
وبحره ونوارسه
وصباحاته التي تنتظر كل يوم خطاك
كما قدمت د. هلال أيضاً مقاطع شعرية (ومضات) تتعلق بأبيها وهي مأخوذة من: ” كتاب أبي ” وبين الومضة والأخرى هناك مسافة زمنية واخترنا منها: كلما تفتحت ياسمينة رأيت فيها رسالة منك أبي
لا نهاية لسطورها
في كل شهر هلال شرفتنا
يعود إلينا من بعد غياب
فلماذا هلالك أبي
لا يطل من بعد رحيلك
المشاركة الثانية لشاعر الوطن والشهداء أحمد حسيب أسعد الذي تمثلت مشاركته في هذه الظهرية بقصيدة كتبها منذ سبعة وثلاثين عاماً ولكنها لم تنشر أو تلقى وهي بعنوان: (السفر إلى بلاد الضوء الدائم) ومنها اخترنا المقطع الآتي:
لا تزرعي يا رفيقتي الحب في أرض
لا تنجب زرعاً
فإن أقسى المفاجآت في هذا العالم
أن يزرع المرء حباً ولا يحصد سنبلة
ومن كتابه: ” الدود يحكم الأرض ” ألقى خواطر منها: (ضياع) و( كلمات متوهجة ) و” ضياع ” تجسد رحلة البحث عن الذات دون جدوى ومنها اقتطفنا الآتي: تتبعثر بين الأشياء الملقاة حولك ثم تبحث عنك فلا تجد أثراً لك بين الموجودات, تأخذك الدهشة وأنت تنظر إليك مستغرباً فقد أصبحت في هذا الزمان شيئاً تافهاً حيال تلك الأشياء المتناقضة لا بل أنت أرخصها سعراً لكنك تعلن بصمت نفسك الغارقة في السكون المخيف عن تمردك على ما وجدت وتبدأ رحلة هبوطك إلى الأعلى ومرآتك تعكس خيوط تلك الأشعة الخضراء كالربيع في قلب الشتاء الذي تعرى والبرودة تسري في عروقك.
المشاركة الأخيرة في هذه الظهرية للقاص والروائي عبد الكريم الخير الذي قدم بعض الخواطر بعنوان: (في محراب الحياة) حيث قال: في ليلة رأس سنة مرت من أعوام ، كتب الأديب سهيل خليل ما يلي: ” لجأ بعض أولاد حارتنا الأشقياء بمسك هرّ وربطوا في ذيله لعبة صاروخية وأشعلوها… راح الهر يركض في الشارع صارخاً والشرارات تلسع به وهم يضحكون حتى انطفأت. لجأ تحت إحدى السيارات يموت باكياً محتجاً. أيها الصديق أخاطبك أينما كنت لأقول لك في ليلة رأس السنة هذه راح بعض الأولاد الكبار يلهون بأسلحة نارية ربما وربما انفجرت القنابل لنعلم فيما بعد أنها أودت بحياة أبرياء لا ذنب لهم إلا أنهم أحبوا أن يتفرجوا على ليلة رأس السنة.
كما قدم الأديب الخير خاطرة أخرى ومنها اخترنا ما يلي: ” في ذات سنة وقف خرتشوف الزعيم الروسي على منبر هيئة الأمم وراح ينتقد سياسات الامبريالية فسرت همسات امتعاض من بعض مندوبي الدول الكبرى فما كان منه إلا أن خلع فردة حذائه وضرب بها على المنبر.. هنا صفق مبتسماً وضاحكاً معظم مندوبي الدول النامية والضعيفة كانوا يرتدون لباساً زاهياً وربطات عنق ملونة وأحذية صاخبة الألوان أقول لكم: أيها السادة لو تعلمون ما كلفت رحلة وصولكم إلى هذا المنبر لاكتفيتم أن يتبرع بها نعالاً لنصف حفاة شعبكم قبل أن تأتوا”.
ندى كمال سلوم