(بُلدة وحُصن الجماهرية) الموقعان المنسيان في بحث تاريخي لملتقى القنديل الثقافي

الوحدة:27-2-2022

في لقاءاته الدورية أطلق ملتقى القنديل الثقافي في آخر فعالياته الأسبوع الماضي حملة بحث نظري ميداني عن المدينتين المنسيتين في ساحل اللاذقية ـ جبلة وهي مدينة / بُلدة / وحصن الجماهيرية / حيث ذكر بعض الرحالة والمؤرخون هذين الموقعين المنسيين لاسيما أولئك الذين رافقوا مرحلة الفتح الإسلامي للساحل عام 367م /17 هجرية، بقيادة عبادة بن أبي الصامت النوفلي الأنصاري وما ورد في معجم البلدان لمؤلفه ياقوت الحموي حيث ذكر بأن (أبو عبيدة بن الجراح ) قد سيّر عبادة لفتح الساحل السوري قادماً من حمص، وبعد معركة اليرموك وقد وصل إلى اللاذقية وفتحها مع من كان معه، ثمّ ورد إلى مدينة تعرف باسم (بُلدة) ففتحها وجلا عنها أهلوها ثمّ آلت إلى خراب.

كما ورد بان (بُلدة) هي مدينة تبعد عن مدينة جبلة أو حصن جبلة مسافة فرسخين والفرسخ كلمة فارسية معربة وهو يساوي وفق مقاييس الطول العالمية المعاصر ما بين أربعة وستة كيلومترات، وبذلك تكون المدينة المنسية هذه على بعد قرابة /عشرة كيلو مترات/ عن مدينة جبلة إلى الشمال منها، أي بين مدينتي اللاذقية وجبلة.

ولعلّ من الحكايا أو الآثار الثقافية لهذه المدينة الدارسة وجود كنية (بليدي) في محافظة اللاذقية على أنها قد تُنسبْ إلى مدينة بُليدة الجزائرية وهو قول ضعيف ناجم عن جهل الأصول أو الجهل بوجود هذه المدينة أساساً وكذلك كنية الجماهري التي تعود الى حصن الجماهرية المذكور في معجم البلدان وهي كنية منتشرة في منطقة جبلة، وقد وصف هذا الحصن بأنه من أعمال حلب في ساحل جبلة، ولعله واقع إلى الجنوب من المدينة.

وقد تحدث في هذا السياق د. جمال حيدر المدير السابق لآثار اللاذقية وكذلك عبر الهاتف تحدث طه زرزور من جمعية العاديات بجبلة الذي رجح أن تكون مدينة بُلدة هي قرية عرب الملك اليوم.

وكان هذا اللقاء بمثابة دعوة للمهتمين بالتاريخ والآثار في اللاذقية وأساتذة قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة تشرين للبحث عن هاتين المدينتين أو الموقعين الضائعين في ساحل جبلة بالاعتماد على المخطوطات القديمة يمكن أن تحتوي ولو على إشارة أو جملة واحدة فتكون بمثابة المفتاح لاكتشاف الموقعين المذكوريين ولعل وعسى يضيف اكتشافهما لمحافظتنا قيمة حضارية وتاريخية ومعرفية.

وتزين هذا اللقاء البحثي بالشعر الذي صدح به أبناء الملتقى مع أبناء ملتقيات أخرى، مع عزف موسيقي على آلات شرقية لدنيال ومنصور سليم.

سلمى حلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار