ندوة حوارية حول مقومات الأسرة الناجحة في ثقافي جبلة

الوحدة: 24-2-2022

 

أقام مركز ثقافي جبلة جلسة حوارية بعنوان (مقومات الأسرة الناجحة) بمشاركة الدكتورة دلال عمار – إرشاد نفسي والأستاذة المحامية صفية فاضل والسيدة امتثال أحمد موجهة تربوية . أدار محاور الندوة السيد حكمت صارم الذي نوه بدور المرأة السورية في صناعة الحياة من خلال تنشئة الأجيال و بناء مستقبلٍ واعدٍ .

الأسرة الناجحة من وجهة نظر الإرشاد النفسي الدكتورة دلال عمار إرشاد نفسي- رئيس دائرة البحوث في مديرية التربية استهلت الندوة بالحديث عن دور الأسرة بوصفها أولى المؤسسات التربوية التي يقع على عاتقها مهام التربية الجسدية والخلقية والوجدانية للطفل، فمن خلال الأسرة يكتسب الطفل سماته العامة الشخصية ويتعلم الضوابط والمعايير والقيم الاجتماعية كي يصبح فرداً فعالاً وسط مجتمعه، وتطرقت الدكتورة دلال إلى خصائص مرحلة الطفولة المبكرة عند الطفل والتي تتميز بها عن مراحل النمو الأخرى على المستويات كافة الانفعالية والجسدية والسلوكية والوجدانية والعقلية.

 إزاء ذلك أكدت الدكتورة دلال على ضرورة إدراك المربين والأهل والمعلمين لتلك الخصائص من أجل ضمان نمو سليم للطفل وبناء شخصية متكاملة في الجوانب المذكورة من خلال توفير البيئة المناسبة، مشيرةً إلى الفترات الحرجة لنمو الطفل التي تعد نقطة تحول حاسمة في حياته، فلكل مرحلة مشكلات خاصة يمر بها الطفل ينبغي على الأهل إيجاد حلٍ لها حتى يكون طفلهم متكيفاً وسلوكه إيجابي، وعدم إيجاد الحلول المناسبة تنعكس سلباً على المراحل النمائية اللاحقة.

 

ورأت الدكتورة دلال أن الأم هي مصدر الثقة عند الطفل لأنها الأكثر التصاقاً به وعن طريقها يشعر بالدفء والحنان ويتولد لديه الثقة بالنفس، منوهةً بميل الطفل إلى الاستقلالية الذاتية التي ينبغي منحه إياه من خلال ممارسة بعض الأفعال السلوكية بمفرده دون مساعدة الآخرين، لأنه في حال عدم تأكيد ذاته يتولد لديه الخجل والشك الملازمين له طوال حياته. فالطفل الذي يمتلك قدراً معيناً من الحرية يسهل عليه الإحساس بالمبادأة، وإذا بقي يعتمد على أسرته في اختيار نشاطاته فإن ذلك يقوده لاحقاً إلى الإحساس بالإثم والشعور بالذنب.

الأسرة الناجحة من وجهة نظر قانونية :الأستاذة المحامية صفية فاضل ناشطة في مجال الأسرة وقضايا المرأة والطفل تعرضت إلى مسببات المشكلات التي تواجهها الأسرة السورية على الصعد كافة القانونية والأخلاقية و الاجتماعية، ومن بين هذه المشكلات العنف الأسري بأشكاله والتمييز ضد المرأة في القانون، مؤكدة في هذا السياق على ضرورة وضع قانون الأسرة على غرار الدول المتقدمة للتصدي لمشكلات العنف الأسري بشكل فوري.

ورأت المحامية فاضل أنه لابد من التصدي لهذه المشكلات الأسرية عبر تعميق ثقافة اجتماعية تجنب الأسرة مزالق تهدد تماسكها واستقرارها ومن ثم دعمها بالنص القانوني، مع التنويه بالتشريعات الحديثة التي تسعى إلى دعم المرأة والأطفال كونهما الأكثر تأثراً بهذه المشكلات، وتلك التشريعات تشكل حمايةً لعاطفة المرأة ولحقوق الأطفال وتصب في خدمة الأسرة، مشيرةً إلى التطور الجيد بقانون الأحوال العائلية ومنها حديثاً مرسوم رقم 4 الذي صدر عام 2021 ويقضي برفع سن الحضانة للأطفال إلى سن 15 عاماً إناثاً وذكوراً، و كذلك مؤخراً السماح للأب اصطحاب طفله الذي يزيد عمره عن خمس سنوات إلى المنزل لمدة يومين أسبوعياً .

الأسرة الناجحة من وجهة نظر تربوية -الموجهة التربوية امتثال أحمد رأت أن الأسرة تشكل الدرع الحصين لأفرادها فهي تشغل المركز الأول المعني بتربية الأطفال والاعتناء بهم، منوهةً بمقومات عدة لنجاح الأسرة نذكر منها : التحلي بمهارة التواصل كي يتم التفاعل والتفاهم بأسلوب حضاري راقٍ، إضافةً إلى القدرة على تحدي الأزمات من خلال تقوية الروابط بين أفراد الأسرة و تأدية كل فرد منها دوره، وغرس القيم الروحية والعادات والتقاليد واحترام العلاقات الاجتماعية مع الأقارب والأصدقاء وغيرها، والإلتزام بالأسرة والإحساس بالمسؤولية الاجتماعية وتربية أفراد الأسرة على الصدق والمحبة والتفاهم والتقدير، وإظهار مشاعر الحب والإهتمام وتجنب أسلوب الانتقاد الجارح وكذلك حرية التعبير عن الرأي ودعم السلوك الإيجابي ، واعتماد الآباء أسلوب النقاش مع الأبناء بأسلوب حضاري والاستماع إليهم والأخذ بآرائهم، وتوفير بيئة إيجابية داخل المنزل، وتقديس فكرة الترابط الأسري والمشاركة في جميع المناسبات، والاهتمام بالجانب التثقيفي، وتقبل الأخطاء والسعي إلى تصحيحها من خلال الحوار البناء، وتفهم الأم لعائلتها والتقرب منهم وقضاء وقت كافٍ معهم والاستماع إلى الآراء وعدم تجاهلها، واللعب مع أطفالها كي يشعروا بقيمتهم ووجودهم، وتعليمهم القيم والمهارات والأخلاق والانتماء والولاء للأسرة، وإكساب الطفل مهارة التعلم وتدريبه على ضبط النفس و توفير التوازن العاطفي. و أكدت الموجهة التربوية امتثال على أن شخصية الفرد تتبلور من خلال الأسرة ، فلابد من منح الطفل الحب في جميع المواقف حتى في حال غضبه ينبغي احتضانه وضمه بدفء، وفيما يتعلق بالصعوبات التربوية التي تواجه الأسرة التي ذكرتها الموجهة التربوية امتثال فشل حالات الآباء العاطفية والتي تعكس نوعاً من العجز التربوي وتفكك الأسرة وفقدان الاحترام بين الوالدين، وانصراف الأب عن الاهتمام بالأبناء مما يخلق هوة بينه وبينهم، وتجاهل الفروق الفردية بين الأطفال فكل منهم يحتاج إلى دعم واهتمام خاص به، مشيرةً في هذا السياق إلى المخاطر الكبيرة التي تهدد الأسرة جراء انفصال الوالدين أو موت أحدهما أو كليهما.

ازدهار علي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار