الوحدة: 21-2-2022
يقول أرسطو : ” إن العقل هو الجزء الإلهي للإنسان “، كيف لا وهو منبع الحكمة في التفكير ، التي تعتبر بدورها صفة نادرة من الصعب تطبيقها في العموم بمفهومها الدقيق من ناحية البحث والتحليل والدراسة ، فقد لاترتبط الحكمة بالضرورة بالصحة والصواب بالرغم من أنهما جزء لايتجزأ منها. “
“التفكير القائم على الحكمة ” عنوان المحاضرة النوعية للدكتورة ريم سليمون والتي قدمتها في المركز الثقافي بطرطوس ، حيث اعتمدت في بحثها على أنموذج العالم براون الذي يبين بأنه لايمكن أن تكون الحكمة من دون ذكاء ، فالذكاء والإبداع يعنيان بالمعرفة الذهنية بينما الحكمة تهتم بالوجدانية والتأمل الجدلي والمنطقي ،فهي ترجمة لخيارات الفرد من خلال الاستزادة في الاستعداد للتعلم ، والبحث والتقصي الدائم .
البحث استهدف شريحة الطلبة من الجامعات والمعاهد في تبيان تلقفهم للأبعاد الثمانية المطروحة عليهم وهي : ” المعرفة الذاتية ، إدارة الانفعالات ، الإيثار ، المشاركة الملهمة ، إصدار الحكم ، معرفة الحياة ، والرغبة بالتعلم . ” وكانت نتيجة البحث العلمي بأن الكثير من الطلبة لايمتلكون التفكير القائم على الحكمة بصورة عامة ، ولكنهم يتمتعون ببعض مكوناته مثل ” معرفة ذاتية ، إدارة الإنفعالات ، معرفة الحياة ، والرغبة بالتعلم ” في حين أنهم لايمتلكون ” الإيثار ، المشاركة الملهمة ، إصدار الحكم ، والمهارات الحياتية ” ، واختلاف تلك المكونات بتطبيقها بين الذكور والإناث .فكانت إدارة الانفعالات ، الإيثار ، إصدار الحكم ، ومعرفة الحياة لصالح الذكور ، في حين جاء مكون الرغبة بالتعلم لصالح الإناث . الدكتورة سليمون بينت لنا خلال السرد البحثي هذا بأن الحكمة ممكن أن نكتسبها اكتسابا بالحياة ، ولا علاقة للحكمة بالعمر الزمني ، فهي تنمو حين تسنح الفرصة لكل من يطبقها .
إمام الحكمة قال : ” الحكماء أشرف الناس أنفساً ، وأكثرهم صبرا ، وأسرعهم عفوا ، وأوسعهم أخلاقاً”.
نعمى كلتوم