الوحدة: 21-2-2022
بعد كلّ عطلةٍ يعود النّبض إلى أفكارنا، وكأنها كانت في إجازة أو استراحة هي الأخرى.. فمع حلول العواصف الطقسية وما يرافقها من أمطار غزيرة وثلوج وصقيع وانخفاض كبير في درجات الحرارة، تتوقّف الحروف عن الهطل، وتحلّ برودة فكرية بأجواء صقيعية باردة، تتجمّد معها الكلمات والمعاني والجُمل، وتصيبها نزلة بردٍ تقصيها عن ساحة الكتابة وملَكاتها وبوّاباتها.. ولا تحتاج إلا إلى بعض الأدوية الداعمة والمقشعة، وإشعال فتيل أبجديتها، وسكب مزيد من الوقود الفكري عليها، ليعود الدفء يدبّ في شرايينها، وتعود الحياة لتسري في أوصالها وعروقها.
حالةٌ تجتاحنا بين فينةٍ وأخرى، وكأنّها كآبةٌ كتابية، لطالما كنّا بحاجةٍ إلى وقتٍ بدل ضائع، نعيد فيه ترتيب أفكارنا وتوضيب حقائب عقولنا وقلوبنا، ونعيد صياغة يومياتنا بما يتناسب ومستجدّاتها ومستلزماتها. نعاود كلّ يوم سكب الحروف وسبْكها لنغزل منها قوافي الكلمات بإرادةٍ وعزيمةٍ مشحونتين بالأمل والتصميم والإبداع، في لقاءٍ يتجدّد موعده بعد استراحةٍ مناخية كتابية تزامن سطوع شمس تُدفِئ صقيع ليالي الشتاء وتُذيب ثلجها وجليدها.
ريم جبيلي