النمط الغذائي وعلاقته بالمزاج والتصرفات وإنجاز الأعمال

الوحدة : 9-2-2022

 عندما يخطئ الناس في السلوك فإنهم بدلاً من أن يلوموا أنفسهم، يلومون الظروف، ومن جملتها  تغير المزاج أو الإرهاق أو حتى نوع الطعام الذي يتناولونه. وهذا ما يحث الكثيرين على تغيير أنماطهم الغذائية بالفعل، ولكن هل يثبت العلم هذه الآراء؟! وهل يؤثر نوع الطعام الذي نتناوله على مزاجنا ونومنا ونشاطنا وقدرتنا على إنجاز الأعمال؟ تساؤلات عدة طرحناها على بعض المختصين في هذا المجال فكان الآتي..

 يتألف الدماغ البشري من شبكة خلايا تتصل ببعضها عن طريق الأعصاب الناقلة، ومعظمها مكون من مادة كيميائية، وقد كشف علم التركيب الكيميائي عن أربعين بالمائة من هذه الأعصاب الناقلة وهكذا يتضح أن المواد الغذائية تلعب دوراً مهماً في  إنتاج هذه الأعصاب الناقلة فعلى سبيل المثال: الدماغ يحتاج إلى الفيتامينات (ج- ب12-ب6) لتركيب هذه الأعصاب وكذلك فإنه بحاجة إلى التربتوفان ذلك الحمض الأميني الذي يساعد على إنتاج السيروتونين وهو عصب ناقل يعتقد أنه يؤثر على أمور مختلفة مثل المزاج وقابلية الطعام والإحساس بالألم.

أيضاً إن تناول كمية كبيرة من الفيتامين ب6 يخفف من الكآبة في ظروف معينة ويكون من الممكن تعديل كمية السيروتونين التي ترد على الدماغ عن طريق تغيير نسب المواد النشوية والبروتينية في الغذاء وهذا بدوره يؤثر على مستوى النشاط والنوم كذلك تناول الفحمائيات يؤدي إلى رفع مستوى حمض الأمينوتريبتوفان الذي يتحول إلى سيروتونين وهو مادة كيميائية دماغية مرتبطة بإحساسنا بالاسترخاء والهدوء والنعاس وهذا ما يجعل لقطعة الحلوى أو الكعك التي يتناولها الإنسان تأثيراً يجعله يتباطأ بدلاً من أن يتسارع.

 وفي الواقع ينصح بتناول الأطعمة الغنية بالفحمائيات لأشخاص لديهم سلوك عنيف أما الشخص الكبير المقدم على أداء عمل يتطلب الانتباه التام والدرس فمن الأنسب أن يتناول طعاماً غنياً بالبروتين فقيراً بالفحمائيات (خاصة إذا كان الشخص تجاوز الأربعين من عمره).

 أيضاً تناول النساء لوجبة غنية بالفحمائيات يحس بالخمول والنعاس بينما تناول الرجال لنفس الوجبة يتولد لديهم إحساس بالهدوء.

أما نقص الغذاء فيؤثر بشكل سلبي على نشاط الفرد خاصة بالنسبة للصغار فالأطفال الذين يتناولون وجبة الإفطار يكونون أقل ارتكاباً للأخطاء في حل المسائل من الأطفال الذين لا يفطرون.

بالمقابل فإن تناول وجبة كبيرة يؤدي إلى خمول الجسد والفكر على حد سواء.

والأشخاص الذين يعانون من الأرق فتناول وجبة خفيفة من الحلوى أو النشويات وأطعمة غنية بالفحمائيات تساعدهم على النوم إذ تؤدي إلى رفع مستويات التريبتوفان بالدماغ لذا فإن تناول الأم المرضع لوجبة خفيفة من الأطعمة الغنية بالفحمائيات قبل إرضاعه تساعد الطفل الرضيع على النوم.

فيما يتعلق بموضوع الانقباض فإن حمض تايروسين (نوع من حمض الأمينو ) يخفف من الانقباض والتايروسين هذا هو مادة بروتينية موجودة في اللحم الأحمر والجبن والسمك والحليب والبيض من جهة أخرى  إن طعاماً غنياً بالفحمائيات يساعد على تخفيف الألم.

أخيراً تؤكد جميع الأبحاث أن للأطعمة تأُثيراً مباشراً على الدماغ وعلى الرسائل التي يطلقها إلى سائر أنحاء الجسم والمواد التي تتولى نقل هذه الرسائل بين خلايا الدماغ مركبة من المغذيات التي يشتمل عليها طعامنا، وتناول أطعمة مختلفة يساعد في حدوث التغيير والكيفية التي نشعر بها ونعمل.

  رفيدة يونس أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار