الوحدة : 3-2-2022
على ما يبدو أن منتخبنا الوطني للرجال بكرة القدم سيدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية، فلم نسمع في تاريخ كرة القدم وفي كل منتخبات العالم أن تناوب أربعة مدربين (والخامس قادم على الطريق) لتدريب المنتخب في تصفيات واحدة، إلا عندنا في سورية، فمنذ بداية تصفيات المونديال قاد المنتخب المدرب فجر إبراهيم وكانت فترته مميزة ومثالية وناجحة جداً وحقق مع المنتخب العلامة الكاملة في المباريات الخمس التي لعبها وتصدر مجموعته بجدارة وعبر بالمنتخب إلى الدور الثالث من تصفيات المونديال وتأهل إلى نهائيات كأس آسيا ٢٠٢٣ ، ولكن اتحاد كرة القدم برئاسة حاتم الغايب لم يعجبه فجر إبراهيم فقام بإقالته وأتى بالمدرب التونسي نبيل المعلول بديلاً عن فجر، ولكن المعلول فشل فشلاً ذريعاً مع المنتخب وكان هو واتحاد الغايب أبرز أسباب تدهور المنتخب ووصوله إلى هذه الحالة السيئة جداً، ولتتم إقالة المعلول بعد ذلك ويتم تعيين المدرب نزار محروس بديلاً له ونظراً لفشله هو الآخر مع المنتخب تمت إقالته من قبل اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة القدم التي جاءت بعد استقالة اتحاد الغايب ولتتعاقد اللجنة المؤقتة بعد ذلك مع المدرب الروماني تيتا فاليريو ليكون المدرب الرابع للمنتخب والذي لم يستمر طويلاً مع المنتخب ٧٥ يوماً فقط قضاها مع المنتخب، ولكنه فشل هو الآخر فشلاً كبيراً حيث قاد المنتخب في ٥ مباريات رسمية، فاز مرة واحدة وخسر ٤ مباريات.
وتبقى لمنتخبنا مباراتان في التصفيات مع لبنان والعراق، فمن سيكون المدرب الخامس الذي سيقوده في هاتين المباراتين…؟
بالفعل هزلت، فبعد أن تعاقب أربعة مدربين على تدريب المنتخب وفشلهم جميعاً وبعد استلام أربعة مدراء للمنتخب وتعاقب اتحادي كرة قدم ولجنة مؤقتة وبعد أن صرفت المليارات على هذا المنتخب من تحضيرات واستعدادات ومعسكرات من أجل هذه التصفيات المونديالية، بعد كل هذا يخرج منتخبنا بخفي حنين بتعرضه لست خسارات وتعادلين وفي رصيده نقطتين من أصل ٢٤ نقطة ممكنة وهو أضعف دفاع وأضعف هجوم ويتذيل ترتيب المجموعة.
بالله عليكم كيف لا يكون المنتخب فاشلاً ويخرج من التصفيات بهذه الطريقة المخزية ونحن لدينا هكذا عقليات متخلفة متخبطة، قراراتها عشوائية وليس لديها الاستراتيجية ، و أهم سماتها التخبط الإداري والفني وفقدان الانضباط .
فأهم أسباب نجاح أي منتخب هي الاستقرار الفني والإداري وهذا افتقندناه بشده .
مشكلة منتخبنا الأساسية ليست في المدرب ولا في اللاعبين بل هي في المنظومة الرياضية الخاطئة وفي المسؤولين الفاسدين والقائمين على كرة القدم في بلدنا والذين لا يملكون أدنى فكر كروي أو تطويري.
فكرة القدم صناعة وتحتاج إلى بناء و تخطيط وعمل استراتيجي وإلى تواجد الخبرات الكروية وأناس أكفاء وأصحاب فكر تطويري، وهذا ما زلنا نفتقده حتى الآن للأسف في كرةالقدم السورية .
عفاف علي