المفردة التراثية والبيئية في منظور فناني طرطوس

الوحدة: 31-1-2022

الفن لغة جمالية حسية ملموسة تترجمها وتبلورها ممارسات الفنان وتأثره بالبيئة، وما حوله من معالم أثرية ومفردات تراثية، ويشخص من خلجات قلبه وملكات عقله، ويصب فيها من قدراته وتخيله الشيء الكثير.
حول هذا الموضوع التقت (الوحدة) بعدد من فناني محافظة طرطوس، والذين أفادونا مشكورين بالآتي..
– الدكتورة التشكيلية نجوى أحمد: إن العناصر التراثية والبيئية مهمة جداً في العمل التشكيلي لأنها بمثابة الهوية لكل عمل ومفهوم الهوية الآن أصبح مهماً أكثر من أي وقت مضى بسبب الظروف السياسية العصيبة التي تمر بها المنطقة، ووجود مثل هذه العناصر يؤكد على الخصوصية المحلية، وعلى أهمية مخزوننا الثقافي المحلي ومدى ارتباطنا به، وبالأرض التي نعيش عليها، ولقد كان لجيل الرواد من أمثال: توفيق طارق وميشيل كرشة وسعاد تحسين وغيرهم بصمة في إضفاء الطابع المحلي على أعمالهم لتميزهم عن تجارب الغرب، ولجعل العمل الفني التشكيلي مرتبطاً بالواقع برباط المؤثر و المتأثر، فتقوم حينها الحركة التشكيلية بأداء رسالتها الحقيقية تجاه الإنسان والمجتمع ولابد في هذه الحالة من صنع توليفة موفقة بين التراث والمعاصرة، وذلك من استخدام الفنان العربي والمحلي للعناصر التراثية والبيئية المحلية، والتي تدخل ضمن التصنيفات التالية: الخط العربي- الزخرفة الإسلامية- اللباس- الفلكلور- الرموز- الأساطير والسير الشعبية – الحياة اليومية وأنماط المعيشة – المهن اليدوية. الموضوعات العربية القصصية والبطولية – الوشم الموروث الشعبي – رسم الأحياء القديمة.

– التشكيلي محمد خليل: لأن مجتمعنا شرقي بمفهومه الاجتماعي والديني والحضاري وذلك مترسخ في العقل الباطني لدى كافة الناس وفي مقدمتهم المثقفون والمبدعون فلا بد أن تسطع هذه الأفكار والأساطير من خلال العمل الفني بأشكاله المختلفة.
ولا ننسى أن للفنان مفردات يستخدمها كرموز إما ظلالها أو أشكالها أو أثرها على الإنسان في العمل الفني مما يوضح هوية هذا الفنان وتراث بلده، وإن اختلف مع الآخرين في تبينهم مصطلح صناعة اللوحة لأن اللوحة هي مولود أكثر منها صناعة واللوحة هي أثر نفسي أكثر منها نصاً تشكيلياً أو أديباً وإذا استعرنا كلمة نص فالمقصود: اللوحة ذات الموضوع والمفردات ذات الدلالات المعروفة.

– النحات حسن محمد: للبيئة دور كبير في أعمال الفنان التشكيلية أو النحتية وأنا تأثرت بالبيئة المحيطة حولي حيث كانت بداياتي الفنية مع البحر منذ الطفولة المبكرة ومع الحصى الملونة بألوان البحر والموج والشاطئ وبأشكال مختلفة. كانت تستوقفني بعض هذه الحصى لأجمعها في حقيبة ذاكرتي ومن ثم استخدمت الحجر البحري الخفيف الذي يشبه بتكوينه الحجر الرملي، ومنه كانت بعض الأعمال المستقاة من التاريخ الفرعوني والآشوري وأركز كثيراً في أعمالي الفنية على طائر الفينيق وعلى الحضارة الفينيقية بمدلولاتها الكثيرة والتي ازدهرت على شواطئ بلادنا أعمالي النحتية تحمل الكثير من المفردات الأسطورية والتراثية فهذه العناصر لها دور كبير ومهم جداً في صياغة العمل النحتي واستمراريته وغناه في الشكل والمضمون على حد سواء.

رفيدة يونس أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار