الوحدة 29-1-2022
في مدن منسية نواصل سكون الصمت، نرسم همساً طفيفاً على سراج البوح، نخفي مشاعرنا التي نحملها في قلوبنا حتى لا يزداد التنافر.
وهج الصمت يزداد في الليالي الباردة الحالكة، وأسمع انتحابه في جنح الظلام، وعويله الأحمق على الشجرة التي كسرت أغصانها الرياح ولم تكسر شموخها الذي يعاود تحطيم الوجع القديم، الذي يقض جسارة التحمل.
نحن الذين نجيء في صمت ونمضي في سكون، نحن الحيارى، نحن الشتاء المر، نحن المتعبون، نحن الحالمون.
صمت الموتى يجعل الباقين في الحياة على شفى الجنون، مدن تحول ساكنوها إلى أرقام كأرقام القبور، من أي مادة صنعت أيامنا حتى تحولت إلى صمت طيني؟
أستجير حيناً بمظلة الكلام لأن الصمت أثناء موسيقا المطر يجيش الأحزان، وألوذ حيناً للأمان بصخب الهدوء وضجيج الصمت.
أحن إلى ضجيج الراحلين ويهولني صمتهم، ومازال عطرهم على مقابض الأبواب، وبين الكتب المهجورة وعلى الكرسي العتيق.
نصمت ونبتعد ونغلق كل الأبواب والنوافذ، والعمر يتمايل بين ماضٍ منفي ومستقبل مجهول، لنلوذ في حضرة الصمت.
تيماء عزيز نصار