مشاكسات الكلام…

الوحدة 27-1-2022

 للكلام هداياه، يسفحها  في الأسطر البيضاء، يقيم لها مأدبة، تلتهم العيون أرغفتها، جملة جملة، كما الميزر يفك إزار خبزه على (سفرة) الوليمة. 

مثلما القلم ينزف دمه،  يرسل ماءه في نسغ الحروف فتتكاثر وتنجب المفردات، تميمة وخرزة زرقاء لحضرة النص المبجل لدى أبهة الكتابة، والخلق من عمق الأبجدية المنصرمة في آخر الزمان وبداية النقش في الكهوف وعلى الجدران، الرأس مخمورة برائحة الأزرق، يسيل من شفة اليراع النازفة ألقاً، وجعاً، ورجع أنين، يتوج المشهد حاء حنين.

للغيم الملتحف ثوب رمادي، تقده الريح من هنا وهناك، يتحدى مكابرة المسافات والركض (ركض الخائفين) يصافح البرد، يعانقه، يلتحم به، يحلك اللون الرمادي، يرقص الغيم رقصة الماء والمطر وعنفوان السح والانصباب، يلج الأرض، يمرع التراب.

شابت التلال والجبال الشابة، ارتدت (طرحة العروس)، الشتاء يزف عروسه تحت المطر، يكللها بكل الورد النابت في سفوح خاصرة البلاد، يقدمها قرباناً للخير والبياض، والنقاء.  

وهل يهدي الغيم سوى أساور المطر؟

وكما الشغف إلاّ الوجد؟  وأفانين السهر؟

أو شفاه الورد

 عتيق العطر في قوارير الزهر،

كما العسل في خاطر النحل آناء السفر، اشتهاء الشهد فيوض الرحيق المنتظر.

أيتها الكلمات لا تشاكسي

الحروف

الشعر

الفرح

البوح…

الأغنيات

بل راقصيها!  

ويا مزامير القلم،

أعيدي حلو الذكريات الجميلة

إياك مشاكسة الحنين

النور

الضوء

دف  الشمس في نهارات القر

لاعب

القمر

النجم

في لياليك الطويلة!

كن كريماً كغيمة ممطرة..

زيتونة

 أو كرمة معصرة.

قبل نقطة آخر السطر: 

يا لحنينك

يشاكسني!

أشاكسه!

يرديني بالعشق

والهوى

فأريده

ولا أرديه!

خالد عارف حاج عثمان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار