الوحدة : 23-1-2022
سؤالٌ قاسٍ لكنّه شائع لدى بعض النساء، ويقبلنَ بوضع الزّوجة الثانية، وما تحمله هذه التسمية من عواقب وسلبيات، مع ضعف الخيارات المتاحة لهنّ، وانتهاء فرص وعروض الزّواج المثالية التي تتيح لهنّ فرصة احتلال مرتبة الزوجة الأولى.. وتخضع ظروف القبول بهذا الوضع الاستثنائي لعوامل عدّة، منها تجاوز الفتاة سنّ الزواج التقليدي، ودخولها مرحلة ما تسمّى (العنوسة)، ورغبتها في الهروب من واقعها المحاط بين أربعة جدران، بعيداً عن سطوة أبيها وأخيها، والدخول في كنف زوجٍ يحميها ويؤمّن لها ما تتطلّبه من احتياجات ورغبات، في تأسيس أسرةٍ وبناء منزلٍ جديد، حتّى وإن كان على حساب امرأةٍ أخرى، وربّما خراب وضياع ودمار منزل بأكمله..
لكنّ الأعذار ربّما تشفع قليلاً لها وتخفّف من وطأة القبول، كرضا الزّوجة الأولى مثلاً، وأحياناً سعيها بنفسها إلى تزويج زوجها بالثانية، ولعلّ أكثر الأسباب شيوعاً عدم إنجابها ورغبتها وزوجها أن يكون له ولد.. أو وجود خلافات جذرية تصل بهما إلى طريق مسدود تنتهي معها الحلول، وهنا تكون الزوجة الثانية حلّاً مثالياً للزوج، وهذا تتبعه احتمالات الطلاق أو الهجر والفراق، وفي كلا الحالتين تكون الزوجة الثانية معذورةً ولا ملامة عليها إن قبلت..
لكن إن غابت الأعذار والحجج، وكانت الرغبة بالزواج الثاني هي المتعة وإشباع عين الزوج من النساء، فلن يكتفي بالثانية وحسب، إنّما سيرغب بالثالثة والرابعة ربّما وهنا تكون أعذاره واهيةً، ففي واقعنا الحالي ومع صعوبة تأمين متطلّبات واحتياجات العائلة تصبح الزوجة الثانية دخيلةً وعدوّة لدودةً للأولى، ليست مجرّد (ضرّةٍ) فقط، طالما ارتضت لنفسها خراب وتشتّت وضياع عائلة بأكملها على حساب متعتها الشخصية، فما ستناله من حقوق وواجبات، زوجته الأولى أولى وأحقّ وأجدر بها، وهي بذلك ستقطع برزق أبنائه وأمّهم..
وهكذا فمالا ترضاه لنفسها يجب ألا ترضاه لامرأةٍ سواها، وتبقى الزّوجة الأولى سيّدة بيتها وزينته، ولئن حلّل الزوج لنفسه مثنى وثُلاث ورباع، سيكون (خائناً) في نظر عائلته ومحيطه، ولا أعذار ولا أسباب مخفّفة تحميه وزوجته الثّانية من ألسنة النّاس والقيل والقال.
ريم جبيلي