الوحدة 22-1-2022
على مسرح دار الأسد باللاذقية وبرعاية الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة قامت مديرية المسارح والموسيقا بالإشراف على مهرجان مسرح الطفل ضمن عروض مسرحية وسينمائية ليكون ختامها يومي الجمعة والسبت عرض مسرحي للأطفال بعنوان( سندريلا وأخواتها) ،هذا العمل من تأليف وإخراج الفنان المسرحي مجد أحمد يونس مع طاقم من الممثلين من تجمع مدى للفنون التابع لنقابة الفنانين وجمعية أصدقاء المسرح وقام بالأداء التمثيلي كل من( أحمد جمالي- راما قرحالي- غربة مريشة- ريم خوري- جعفر درويش- أوس غدير- مجد يونس- جولي مهنا- بشار عدرة- أليسار كوسا)، تدور أحداث المسرحية حول قصة سندريلا وهي من القصص العالمية المشهورة لكن بقالب آخر يقدم رسالة بناءة تحث على مقدرة الإرادة في قهر الظلم وتحقيق الأحلام .
* حول مقولة العمل وكيفية التحضيرات وآلياتها كان لنا بعد العرض هذا الحوار الجانبي مع الفنان المخرج مجد أحمد يونس الذي قال لنا:”
*-ما قدم اليوم هو ضمن مشروعك بتحديث الحكايا العالمية، ماذا أضافت سندريلا اليوم؟
– أغلب الحكايا القديمة المحلية أو العالمية أبطالها سلبيون، وطفلنا اليوم ليس طفلا ً سلبياً، هو اليوم طفل إيجابي، لذلك حاولت أن أدعم في عرض اليوم هذه الفكرة وقدمنا شخصية سندريلا الطموحة التي طالبت بحقها وسعت إليه وحققته ، هذه هي الفكرة التي نريد إيصالها بأن بالعزم والإصرار نستطيع تحقيق أحلامنا، فأنا لا أستطيع إعطاء الطفل درساً مدرسياً، إنما من خلال المسرح أستطيع، هذا هو دور المسرح حين يقدم المقولة والرسالة عن طريق الضحك والإبهار، حتى استخدامنا للممثلين بحركات تؤدي أغراضاً تكتيتكية يفهمها طفل اليوم ضمن خيالاته، فطفل اليوم طفل لماح وذكي،نتمنى أن نكون قد وفقنا في إيصال الفكرة والهدف.
* مسرح الطفل هو السهل الممتنع، كيف تقيم قيام مهرجان الطفل في مقاربة واحترام عقل الطفل ومحاكاته ؟
– هناك استسهال بالتعامل مع الطفل للأسف، فالطفل أذكى بالتقاط الأحداث والتفاصيل سواء في الحياة أو على المسرح، فعقله نقي وخيالاته خصبة إضافة إلى صدقه بالاندماج مع ما يقدم له، وخاصة حالياً في عالم الإنترنت الذي فتح كل البوابات على مصراعيها، وأنا أحب الأعمال الخاصة للأطفال هذا ما يحملني مسؤولية كبيرة خصوصلاًمع طفل اليوم الذي عايش هذه الحرب، فأعمل جاهداً من منطلق إبعاد شبح الحرب إلى عوالم من الخيال والضحك لإيصال الرسائل التي نريد إيصالها.
*- هذا الحضور الجماهيري الكثيف للأسر مع أطفالها يعكس تعطش الجمهور للفنون ومنها المسرح، لماذا لا يتواجد مسرح الطفل إلا في مهرجانه؟
– هذا السؤال شائك بالنسبة لي ولو كانت الظروف ملائمة لقدمت كل شهر عمل للأطفال، لكن الأعمال الفنية تحتاج إلى إمكانيات أكبر من إمكانية فردية، فهناك ظروف إنتاجية متعلقة بالإنتاج وصالات العرض من سينما ومسرح ومشروع يعمل عليه بدراسة ودراية وتخطيط من فكرة النص إلى الأسلوب المطروح، ولكن مع هذا فجهود وزارة الثقافة ومديرية المسارح والموسيقا مشكورة بهذا الجهد الواضح لإقامة هذا المهرجان السنوي إضافة إلى مهرجانات أخرى بجهد لافت ، ويبقى موضوع تناول القيمة المقدمة للأطفال هي المأمول والمرجو، وأتمنى أن نوفق في المستقبل برأب الصدع الحاصل في هذا المجال لنكمل دور الأسرة السورية الحريصة وبشدة على أبنائها، ضمن عروض تليق بالطفل السوري وأبعاده عن تأثيرات الحرب التي أتعبته وأتعبتنا “.
سلمى حلوم