ما بعد أسبوع الحمضيات (1) .. عناوين واستنتاجات

الوحدة 18-1-2022

بقلم رئيس التحرير غانم محمد
قلناها, وسنكررها: الحمضيات ليست مجرد فاكهة تزيّن موائدنا, ولا نقبل أن تكون كذلك فقط, هي محصول يجب أن يصنف (استراتيجياً) لأن نسبة كبيرة من أبناء محافظتي اللاذقية وطرطوس تعيش على وارده…
المشكلة ليست في إنتاجٍ وفير، وإنما في عقلية اقتصادية لم تنجح على الدوام في إدارته..
إدارة (الطوارئ) والحالات الاستثنائية تحقق نتائج آنية (إيجابية)، لكنها لا تكرّس حلولاً دائمة..
المشكلة ليست في الجهات التنفيذية، والتي تتدخل غالباً بهذا الشكل (الطارئ)، وإنما يتحمّل الطرف الآخر من المعادلة جزءاً كبيراً من أسباب المشكلة, ولو أن التسويق خدمه قليلاً كما في الموسم الماضي لما سلّم أي كمية لـ (السورية للتجارة) فيما طالبها هذا الموسم وغيرها من الجهات أن تتدبر بكامل موسمه!
أياً كانت المعطيات سننحاز للفلاح، فهو دائماً على حق لأنه منتج, بنفس القدر الذي ندعو فيه جهات التدخل أن تضع خططها الدائمة والواضحة بشأن جميع المحاصيل (حمضيات– زيتون- زراعات محمية..) وأن تكون لاعباً أساسياً يدخل المباراة منذ بدايتها, بدل أن يكون لاعباً احتياطياً قد لا يسعفه الوقت بتسجيل الهدف المطلوب.
الحلول, كما أسلفنا, لا نريدها على شكل مهرجانات قد تتوقف مع أي طارئ, وقد لا تستمر إذا ما تغيرت المعطيات.. نريدها (استراتيجية)، كأن تتصدى السورية للتجارة مثلاً لاستلام 50% من المحصول، وأن يتكفل اتحاد المصدرين بـ 25% منه، وتبقى الـ 25% الباقية عرضاً وطلباً في السوق المحلية, وأن تكون هناك عقود واضحة وملزمة بين المزارعين وهذه الجهات، ومن لا يرتبط بها لن يلتفت أحد إلى أنينه مهما كان قوياً..
المزاجية هنا وهناك أحد أسباب المعاناة, ومن لا يثق بقدرة الجهات الحكومية في هذا المجال لا يحق له أن يطالبها لاحقاً بأي شكل من أشكال الدعم..
علينا أن نصل إلى قناعة (المسؤولية المشتركة) فما تتحمله (الدولة) في مكان ما بشكل مفاجئ وخارج الحسابات قد يتحمله المواطن في مكان آخر دون أن يدري, ولا نجزم, ولكن على سبيل المثال فإن المازوت الذي استهلك لتسيير شاحنات نقل الحمضيات قد يؤدي إلى نقص في مخصصات مضخات مياه الري على سبيل المثال، لأن التدخل حدث بشكل استثنائي, أما لو تم اعتماد مثل هذا الحل قبل بداية الموسم, وتم تخصيص مستلزماته مسبقاً، فستكون النتائج أفضل ودون أي تبعات, وهذا ما نطالب به..
الأمر الثالث, في هذه العجالة, علينا أن نعيد النظر بالمساحات المزروعة بالمحاصيل الأساسية الثلاثة في الساحل السوري، وهي الحمضيات, الزيتون, والزراعات المحمية, وهو ما سنتناوله في وقفة قادمة.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار