الأمّ السورية

العدد: 9316

 الأربعاء- 20-3- 2019

 

المرأة رمز التضحية والعطاء والأرض والوطن، حاضرة في فعل الحياة، ولم تغب يوماً عن مسرح الوجود، شخصية محورية مهمّة لا يمكن إغفالها في رسم معارج الحياة التي تمدّها بطاقة حبّ كامنة، وهي النبع الحقيقي لكلّ ما في الحياة من سمو في الأفكار والمشاعر والسلوكيات، وتشكل دعامة أساسية في بناء وتطور المجتمع إلى جانب الرجل، حلولها كطهر الصلاة على عتبة معبد.
الأمّ السورية آلهة الخصب والحياة والجمال، ومصدر الإلهام الأول، ومنبع المعرفة والثقافة الأول، إشراقة أمل وبيادر غلال، ونيران الحبّ المتأججة في قلبها تنير محياها، تمارس طقوس الحياة تعباً وسهراً في تنشئة أبنائها وإيصالهم إلى برّ السلامة والأمان ليسلكوا طريق المستقبل.
في الملمات تمتحن النفوس.. عشق الوطن فوق كل عشق ، ومن رحم الحياة يولد شعاع النور، ومن دم الشهداء يزهر الربيع نقياً جلياً، الأم السورية امرأة من ضوء يزداد إبهاراً برغم الفجائع التي تتناسل في تلافيف الأرض والحزن الذي يلف الوجوه كحلول الظلام، والآهات المخنوقة التي تتخفى في الصدور، قدمت فلذة كبدها حباً وكرامة للوطن وجسدت بعظيم فعلها أروع صور التضحية والصبر والصمود.
الأمّ هي الوطن، والوطن فوق جميع الأوطان في المعمورة.. في إحدى القصائد الرائعة للأديب الفرنسي الكبير فيكتور هوجو والتي كانت عبارة عن مقارنة بين وطنه الأمّ فرنسا، ووطنه الثاني المقيم فيه ألمانيا.. أشاد الأديب الفرنسي بعظمة وحضارة الشعب الألماني وأغدق المديح والوصف من مطلع القصيدة حتى آخرها واصفاً تاريخ ألمانيا وسمو شعبها ورفعته، ولم يترك سوى السطر الأخير من قصيدته لوطنه فرنسا حيث قال: (آمافرنسي فهي أمي)، بهذا السطر وبهذا التعبير البليغ في قصيدته وضع الأديب الكبير وطنه فوق جميع الأوطان، مثلما يضع الإنسان أمه فوق كل النساء.
كل التحية والحبّ للأمّ السوريّة في عيدها الأغر وهي تسمو كسنابل قمح واعدة بالخير وأمومة عامرة بالتضحيات في كلّ فصل من فصول دنياها.

نعمان إبراهيم حميشة 

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار