العدد: 9316
الأربعاء- 20-3- 2019
المرأة ربيع الكون ومحور الحياة الاجتماعية، وصانعة الأعياد، تحمل سرّ الخصوبة والتجدد من الله الذي أعطاها ميزة الولادة، إنسان من لحم ودم وأحاسيس توزع طاقاتها الإيجابية حيثما حَلّت وتواجه إلى جانب الرجل ضغوطات الحياة ومصاعبها وتمنح السعادة والسرور، وتشعر بالأمان والطمأنينة.
المرأة، الأنثى، الأمّ المربّية، الأمّ العاملة، الأمّ المضحّية، أبجديّة من العمل والتفاني، وروح طافحة بالحبّ والفعل القادر على العطاء الدائم، لا مكان في قاموسها للاحتجاج والملل والشكوى، بل صندوق للصبر على البلوى، الصبر الجميل المحمود الذي استعارته وفصلته على مقاس أوجاعها وأتراحها.
الأمّ السوريّة رمز التضحية والمواطنة والوطنية، تفضل وطنها على روحها، وهل أغلى من الروح سوى الولد..؟ زرعت في أبنائها حبّ الوطن وأهدته قطعة من شريانها لمواجهة الإرهاب الحاقد الذي تطاول على الأرض والعرض، والإنسانيّة والإنسان، تحمل نعش ابنها الشهيد، تبكي من غير صوت، وتنتحب من غير دموع وتزغرد للنصر، وهو مكفن بالعلم السوري ونجومه الخضراء التي ترمز إلى الربيع والخصب والحياة، تصرخ بصمت ولا أحد يسمعها ولا يشاهد عينيها وهي متفجرة بالدموع وآهاتها الغائبة تحت غياهب صمتها وصبرها والهمّ الذي ينهش روحها ولفائف قلبها حزناً على فراق فلذة كبدها.
حبّ الوطن هو التربية الأصيلة والصمود الأسطوري والصبر العنيد الذي جعل صلابة الصخر تحنو وتتفتت تحت أقدام الأبناء المفعمين بحبّ الأرض وعشق الوطن..
المرأة السوريّة سيمفونية الحبّ الخالدة، أكرم الناس وأنبلهم.. وتمثل نموذجاً مشرفاً لكل نساء الوطن العربي، وعلينا استلهام إرادة الصبر والمقاومة من أمهات الشهداء وتضحياتهن في سبيل الوطن، والسلام والإجلال على دموعهن وأحزانهن.
تحيّة للأمّ في عيدها المشرف، وكلّ عام والأمّ، والمرأة السورية والوطن بألف خير.
منى الخطيب