الوحدة: 6-1-2022
يقال، إن السعادة والفقر لا يلتقيان، وكثيراً ما يربط الناس بين الزواج الناجح وبين المقومات المادية الملموسة كالبيت الفاخر والفرش الوثير والسيارة الفارهة والرصيد المصرفي والقدرة على الاقتناء والشراء، لكن وقائع الحياة كثيراً ما تفاجئنا بأمثلة تشير إلى عكس ذلك المعنى، فالحياة الهانئة قد تتبرعم في أسوأ الظروف المادية، وفي المقابل ما أكثر ما ينتعش النكد في القصور الفارهة وبين الناس الذين اعتادوا تناول طعامهم بملاعق من ذهب وفضة.
ثمة شيء مشترك بين هاتين الفئتين من العلاقات الزوجية، وهو أن المشكلات توجد حيث وجد الزواج ومن الصعب بل من المستحيل وجود علاقة بين زوجين تخلو من المشكلات ومهما بلغت تلك المشكلات من التكرار، فإن المهم ليس طبيعة المشكلة أو الأزمة بل المهم هو الكيفية التي يتعاطى بها الناس مع تلك المشكلة، وهذه الكيفية ليست مرتبطة بالضرورة مع الوضع المادي للشخص.
يمكنك أن تنظر حولك أو تستعرض ذاكرتك لتجد أمثلة عديدة على أناس يتقنون فن الإقبال على الحياة على الرغم من قسوة ظروفهم المعيشية وهناك عائلات في قعر المستوى المعيشي قلّما تسمع صوت (الخناقات) فيها، بينما تزخر القصور بحكايات الطلاق والخذلان والخيانة والاكتئاب والانتحار.
وعن أهم أسباب الطلاق، فإن العامل الفردي هو الحاسم المهم هنا هو كيف ينظر المرء إلى المشكلة؟ وكيف يتعاطى معها؟ وليس المهم ما إذا كانت المشكلة بحدّ ذاتها كبيرة أم لا، وبعد هذا السبب تأتي عوامل أخرى مثل الفوارق الثقافية وانعدام التكافؤ والرواسب التربوية ووجود مشكلة نفسية لدى أي من الزوجين… إلخ.
وعلى الرغم مما سبق لا ننكر دور العامل المادي في تشويش حياة الزوجين والأسرة أحياناً، فالعجز عن الوفاء باحتياجات المعيشة لا يشكل عنصراً مساعداً إيجابياً على المستوى الفردي، وهو يثير في النفس الشجون والأحزان، وعليه فإن الزوج الذي يعجز عن تدبير قوت عياله لن يكون زوجاً رومانسياً ولكن المشكلة الحقيقية تكمن لدى أشخاص يستمدون تعاستهم من الأسباب المادية من دون أن تكون تلك الأوضاع خانقة أو صعبة بحق…
فبعض الناس يشترون النكد والكآبة عبر التسابق مع الزمن أملاً في الحصول على مكاسب مادية أكبر بكثير مما هو متاح وهم يصلون الليل بالنهار من أجل تحصيل المزيد من المال بينما هم ليسوا في حاجة فعلية لذلك المال ، فهم أناس مستورون ووضعهم المادي غالباً ما يكون متوسطاً أو فوق الوسط..
لمي معروف