حمــــــاتي .. يا حياتــــــــي!

العدد: 9316

 الأربعاء- 20-3-2019

 

أتى الربيع بكل شيء جميل وأزهر، وعيدك أمي على الأبواب تسمر، الكل منشغل ويعد عدته وما في حصالة أيامه ما اكتنز ووفر، ليحمل ما في قلبه بين يديه هدية، فلا يوجد أجمل من عيدك أمي على وجه الأرض عيد، الأولاد منشغلون، حائرون، يفكرون، يتساءلون ماذا يمكنهم أن يحضروا لنجمة ليلهم وشمس صباحهم، لا يهم فالأب هو الممول الأكبر ومن يدفع غيره؟ والكل راض وسعيد.. إلا حماتي!
أبو أسامة: الحماة أمي الثانية، ولو أنها لم تدعوني ابنها يوماً ولن أكون، فقد عجزت عن فهمها وكسب رضاها، فهي دائمة التذمر وتفضل عديلي عليّ، وكيف لا وهو الذي يحمل لها الهدايا كل يوم بمناسبة وغير مناسبة، لديه مال وأرزاق ما شاء الله وأنا (ع الحديدة) لا أملك شيئاً غير بيت نعيش فيه، زوجتي وولدان في المدارس، راتبي ضعيف ولا يساوي مع راتب زوجتي غير جزء زهيد مما يصل ليده، لهذا ما أحمله لحماتي في زيارات جفت أوردتها في هذه الأيام العثرة وعلى الجيب كانت ثقيلة هي جداً قليلة، فأدفع زوجتي لها عندما تصدني ببعض العبارات الموجعة التي توضح فيها محبتها لصهرها الثاني، أعايدها مع زوجتي التي أحضرت لها هدية تشبه بل تماثل هدية والدتي في القيمة والوزن، وكل عام أنتظر رضاك حماتي.. حياتي.. وأنت بخير.
سمر، شابة مخطوبة أشارت إلى أنها تود كسب رضا حماتها، كما هو رضا أمها عليها قالت: لقد احترت في أمري وأنا أتجول كل يوم في السوق بعد أن أنهي دوامي في الجامعة، أعطاني خطيبي مبلغاً لابأس به لأجل هدية لأمي ووالدته وأضفت عليه ما بقي في جيبي من مصروفي، الأسعار اليوم رأيتها مقبولة لكن التفكير بالشيء الذي يرغبنه صعب علي، وبالتأكيد سآتي بهدية قيمة لحماتي فهي أم حبيبي، ويجب أن أكسب ودها لأرضيه ولا أزعجه، لكن ماذا يمكن أن يعجبها وماذا تريد؟ لا أعلم، يجب أن أزورها وأبحث عما في نفسها لتكون هديتي قد أتت بوقتها، وتلقى سعادة في نفسها.
أم جود، معلمة قالت: بالتأكيد ستكون هدية حماتي أكبر فأنا أحبها كما أمي، أمي يأتيها الكثير من الهدايا من إخوتي السبعة، كما أنها لا تزعل مني ولا تحزن، لكن حماتي ليس لديها من أولاد غير زوجي لهذا تريني أزورها دائماً فهي طيبة و(درويشة), آخذ معي جود حفيدها فهو يؤنسها، وأهديها ما ببالها لمعرفتي حاجاتها ودائماً ما تشكرني وتعانقني.
أبو محمد ترحم على والدته التي ودعها وكان صغيراً، ليأتي والده بخالة له سرعان ما نادها: أمي، فقال: أحلى هدية وأغلاها لأمي زوجة والدي، هي لم تكن يوماً خالة ربتني كما الذين ولدتهم أولاداً وإخوة، فكيف لا أهديها أو أذكرها بزيارة؟ حتى أني أزيد على زيارات أولادها حتى بعد رحيل أبي إلى العالم الآخر، فلم أعرف منها غير الخير والسلام والنجاح، لهذا لم أنقطع بسؤالي عنها يوماً وعلى ذلك عودت زوجتي وولديّ، وهم يحبونها كثيراً وتبادلهم بحب أكبر من حبها لباقي أحفادها، فتجدينهم يحضرون هديتها قبل هدية والدتهم، ولها ولكل أمهات العالم كل عام وأنتن بألف خير.
وعند أهل علم النفس والاجتماع، ومنهم الآنسة ندى علوني تجدين بعض النصائح للتقرب من حماتك سيدتي، والتي لا تتطلب الجهد الكثير ومنها:
عليك أن تأخذي بكلامها بحكمة وهدوء، وتبذلي بعض الجهد والوقت لأجل أن تفهميها ولا تجادليها أو تستفزيها بعبارات تزعجها فتنالين مثلها وأكثر منها مع اللوم والعتب من زوجك وشريك حياتك، وعليك تقبل طبعها وتصرفاتها بكل حب فتشعر بدفء العائلة وهي الكبيرة عندهم ولرأيها اهتمام، كما عليك تجنب مقاطعتها ولا ضير أن تتصلي بها وتطمئني على حالها باستمرار وحتى مرافقتها للتسوق والمشوار، وتقربي منها في دعوتها إلى غداء أو عشاء كل حين، فلك أن تعلمي أن ليس في صالحك استبعاد حماتك عن ولدها أو تحريضه عليها أو سرقته منها ودعيه لها لبعض الوقت، كوني ذكية فهي قد تنازلت لك عنه ووهبتك إياه فلا تضعي في بالك أنها العدو بل الأهل وليس جيران، ولا تنسي أن تشكريها بكل ود وامتنان لمساعدتها لك بالأولاد وفي كل أمر تقوم به حتى ولم يكن لك فإنه بالتأكيد لأجل زوجك وأولادك، واذكري أن هديتك لها تمحو كل الآلام لهذا احرصي جيداً على تقديم هدية في عيد الأم وغيره من الأعياد.

هدى سلوم 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار