الوحدة: 6-1-2022
نستعرض هنا بعضاً من المظاهر، ربما يجد أصحاب القرار حلولاً لها، والمظهر يدلّ على مدى اهتمام المسؤول أو إهماله.
كتب وزارة الثقافة تباع بغير أسعارها..!
كيف؟
إذا خطر ببالك أن تشتري كتاباً من منشورات وزارة الثقافة وأنت في طرطوس، ما عليك إلا التوجّه لمركز بيع كتب الوزارة شرق حديقة الباسل بجوار المركز الثقافي لتتفاجأ غالباً بالباب مغلقاً والموظف غائباً، وإذا حصل ووجدت مركز الكتب مفتوحاً وطلبت من الموظّف شراء عنوان ما سيكون الحوار التالي:
– بكم سعر هذا الكتاب؟
– على كيفك؟
تبحث عن السعر المدوّن على الغلاف الأخير، وإذا كان على سبيل المثال 750 ليرة سورية، تخرج 1000 ليرة من جيبك وتدفعها له فيضعها في الجرار أمامه ويبتسم للمبلغ المتبقي حصّة له.
مجلة سعرها 100 ليرة، يتقاضى سعرها 200 مدّعياً أنه يحتفظ بها للخواص..! وليست للبيع للجميع، كأن هذا الموظّف يبيع في محلّه الخاص أو مكتبته الخاصة.
تخرج من المكان لا تلوي على شيء ولسان الحال يقول: كلّ منشورات وزارة الثقافة عليها خصم، هل المركز ملك أبيه حتى يأخذ السعر المدوّن على الغلاف ويحتفظ بالباقي دون وجه حق، أليس هناك مسؤول عنه يضع حدّاً لسلوكه هذا؟
نفس القصة تتكرّر في كوى الهاتف والماء والكهرباء وغيرها، جميعهم لا يعيدون لك المبلغ المتبقي مع علمك أن المشكلة ليست مشكلة توفّر أجزاء أو فراطة من النقود لديهم، المشكلة هي فساد الناس وسوء السلوك وغياب المحاسبة.
أزرار متسخة جداً.
كنا نحن المواطنين حين نريد قبض مبلغ من صرّاف العقاري القابع أمام مديرية تربية اللاذقية منذ عدة سنوات ولعدّة سنوات، نجد الصرّاف المشهود له بقذارة مفاتيحه وكثرة بقائه معطّلاً -إذا صدف ووجدناه جاهزاً – الأزرار مختفية تحت سواد واتساخ، لاشك أنه بؤرة لانتقال الجراثيم والأمراض وال (كورونا).
عدّة سنوات لم يبادر أحد من المعنيين بالالتفات لهذا الأمر، لماذا؟ الجواب بعهدة المعنيين في العقاري.
مازوت مازوت
يأتي صهريج المازوت ومعه ال 50 ليتراً حصة كل عائلة ليلطش من المواطن خمس ليترات غير الزيادة على المبلغ المحدّد، وثقافة (الخطي) تسري كالنار في الهشيم وتحترق معها القيم والمبادئ ويصبح للفساد فروع وأغصان وثمار يلتهمها السيئون..! وتتهامس الناس حول ال 5 ليترات الملطوشة بما يشبه الشائعة التي ليس لها نهاية.
أينما توجّهت تنتشر المظاهر السيئة، الغلاء يزداد كلّ ساعة رغم ثبات سعر الصّرف، الكلّ يريد أن يغتني على حساب الكلّ والاستهتار وسوء إدارة الموارد سيّد الموقف، وتضيع الإيجابيات وما يقدّمه المجتهدون في زحمة السلبيات.
والدنيا للأسف مظاهر.
أحمد كريم منصور