العدد: 9316
الأربعاء- 20-3-2019
وتمضي الأيام، تتناثر ساعاتها فوق رصيف العمر، وتتغلغل دقائقها في براعم الياسمين، وتتداخل ثوانيه مع أوراق الصفصاف لحظة هروب الرياح العاتية، أمي… يأتي عيدك هذا العام خجولاً، تستيقظ الأشواق في القلب، التي تراكمت فوق غلافه سنوات لفها التعب وأعياها الزمن الذي كنا نشعر بدفئه من خلال وجودك يا أمي، أمي … عندما تظلم النجوم بوجهي وتتحول الأيام إلى هموم ونوائب، كنت أنت يا أمي نديمتي وجليستي، وعندما كانت ترحل الآمال وتضيق الدنيا بوجهي، كنت أنت حياتي من وراء الحياة، أمي.. عندما أحمل قلمي لأخط لك كلمات لا تمحوها الأيام، أشعر أن ريشة القلم ستخر شهيدة حبك يا أمي، أبدأ صلاتي لك وأنام على نزف جرحي وأستفيق على صورتك التي لا تبارحني أبداً يا أمي، وعندما أذكر تضحياتك وشجاعتك والصعاب التي مررت بها وتحملت عبء الدهر من أجلنا يا أمي اليوم… اليوم يا أمي بعيدك أقول لك: أعطني يديك لأقبلهما من جديد فالف شكر لك لأنك نور لا ينطفئ وشمعه لا تذوب وحب لا يموت ولا يفنى رحمك الله يا أمي.