الوحدة : 5-1-2022
في كل دوريات العالم المحترفة والتي تحترم نفسها وأنديتها وجمهورها يتم وضع روزنامة ثابتة للدوريات و يتم احترامها ،و خير مثال على ذلك الدوري الإنكليزي الذي يعتبر من أقوى الدوريات في العالم ، وجاء ذلك من خلال احترافيته في كل شيء من لاعبين وكوادر فنية ودعايات ونقل وتسويق تلفزيوني وملاعب ومنشآت ذات جودة عالية، لكن الأهم من كل ذلك هو الاحترافية والدقة العالية في المواعيد وروزنامة ثانية لجولات الدوري لا تتغير مهما كان السبب ، ولذلك تقام المباريات في موعدها المحدد بلا ضغط ولا تأجيل، حتى في طريقة توزيع مباريات الجولة الواحدة حيث تقام على مدار أربعة أيام أحياناً. سردنا هذه المقدمة لنلاحظ الفرق الكبير بين الدوريات الأوروبية والعالمية والدوري السوري الممتاز و الذي سُمي ظلماً دوري ممتاز و دوري محترفين ،و هولا يملك شيئاً من الامتياز و الاحتراف إلا الاسم فقط ، فهو فريد من نوعه في كل شيء ،حيث نعلم متى يبدأ ولا نعلم متى ينتهي من كثرة التأجيل وترحيل المباريات بسبب وبدون سبب دون أي اعتبار أو مراعاة للأندية ( الفقيرة في كل شيء( وما يسببه لها هذا التأجيل من معاناة مادية ومعنوية وفقدان للحماسة والمتعة ودون أي تعويض أو مساعدة لها من قبل الاتحاد في تحمل هذا العبء الكبير الذي يثقل كاهلها ،ناهيك عن الملاعب السيئة التي لا تصلح لشيء و تقلب إلى أرض طينية عند أول هطول للأمطار . وهنا نسأل لماذا كل هذا التخبط والعشوائية في قرارات اتحادات كرة القدم السابقة واللاحقة ؟ ولماذا لا يكون هناك جدول معين وتخطيط ممنهج يتم السير عليه منذ بداية الموسم الكروي ؟ ولماذا لا يتم وضع روزنامة ثابتة لجولات ومواعيد مباريات الدوري ويتم احترامها ( أسوة ببقية الدوريات في العالم ) و يأخذ بعين الاعتبار الفترات التي يمكن أن يتوقف بها الدوري للعب مباريات رسمية أو معسكرات للمنتخب الأول؟ لماذا لا تحترم الأندية والجمهور الرياضي في بلدنا ؟ هل هناك فائدة فنية أو متعة من هكذا دوري يتم تأجيله باستمرار وأحيانا أخرى يتم سلقه؟. للأسف ،نحن بعيدون جداً عن كرة القدم ، فكيف لنا أن نطور فيها ونحن نرى الفرق الواضح والكبير بين ما نشاهده في معظم البلدان المتطورة رياضياً وبين ما نشاهده لدينا
مهند حسن