بصحبة رجلٍ تسعينيّ

الوحدة:3-1-2022

بصعوبةٍ بالغةٍ, أقنعتُ مسنّاً تسعينيّاً لحضور مباراةٍ كرويّةٍ طرفاها فريقان مشهوران جدّاً!

وزيادةً في الترحيب, أوصيت المقهى أن يكون ضيفي بعشرة زبائن, أمّا الإكراميّة فقد دفعتها مقدماً.

ما إن بدأت متابعتنا(المتلفزة) حتى رشقني بكوبٍ وقعت يداه عليه, محتجّاً على طريقة الأداء، علماً أنّ كلّ لاعبٍ من هؤلاء, يمتلك القدرة على جرِّ حافلةٍ, ومع ذلك فهو عاجز عن نقل كرة هوائية إلى شباك المرمى وتسجيل الهدف، كما أنه استغرب وجود مرميين اثنين فقط،

فالعالم يتطور وينمو، ثم التفت وراءه مبرراً خيبته من أجواء المباراة، فشبهها تارةً بالسماء المغطاة بغيوم لا تمطر, وتارةً بحصانٍ يركض مكانه، وأمام إصراري على تغيير وجهة نظره, تنازل بعض الشيء ليقول: هذه المباراة حسناء جميلة لكنّها لا تصلح للزواج , وكان من الأجدر على كلّ لاعبٍ حمل كرته إلى مرماه الخاص به, وليس كطائرٍ خرج عن المألوف والتهم جناحيه خلال الطيران.

أثناء عودتنا من المباراة, باح بسرّه وقال: أحببتُ فتاةً تمارس لعبة رياضيّة, وكنتُ حريصاً على عدم تفويت أيّه مباراةٍ تخوضها، وهكذا أتنقّل من صالةٍ لأخرى, فأحصي الأهداف التي تنجح في تسديدها.

بعد زواجي منها لم تهجر اللعبة نهائياً، وإنما كانت تتابعها كمتفرجة ومشجعة، ولا تخفي إعجابها من تطور اللعبة بشكلٍ مذهلٍ، وليس كتلك اللعبة التي لا أرى فيها سوى السقوط في مستنقع الأهداف الضحلة!

ذلك هو رأيي الذي يذكرني بأنسام رفيقة عمري، فهي ما زالت تشبه الأزهار في ربيعٍ ولت أيّامه، لكنّ جذوره باقية.

 أخيراً افترقنا على عبارة: ((متعة المشاهدة، في قلة الأهداف)).

سمير عوض

تصفح المزيد..
آخر الأخبار