اللقاح في طرطوس .. بتصرف مدير الصحة

الوحدة 25-12-2021

 أصبح اللقاح ضد كورونا واجباً تفرضه ضرورات كثيرة منها الصحيّة ومنها الماديّة، صحياً تحصّن الناس ضد الجائحة وتقف سدّاً منيعاً في وجه امتداد الآفة على شكل موجات فتكتظّ المشافي بآلاف المرضى ويتم حجز أقسام إضافية لصالح هذه الموجات. أمّا مادياً فهي تكلف الدولة مئات الملايين لمعالجة الأعداد الكبيرة جداً من المرضى، فتطبيق البرامج (البروتوكولات) العلاجية لكلّ مريض يتضمّن كمّاً ضخماً من الأدوية والمستلزمات والرّعاية والوقت وكلّ هذا غاية في التكاليف، ربما ملايين الليرات لكل مريض. عوداً على بدء إذاً لا بدّ من اللقاح فهو يجنّبنا الخسائر بالأرواح وكم فقدنا أعزاء علينا بسبب كورونا وكم ازداد عدد المتوفين بهذا المرض خلال الأسابيع الماضية. الذهاب لتناول اللقاح في طرطوس سهل ومتاح وله عدة مراكز خصّصتها مديرية الصحة ضمن المدينة وفي مراكز المدن والأرياف. يوم الخميس بتاريخ 23/12/2021 خلال ساعات الصباح الأولى كان المركز المخصص للقاح ضمن مشفى دار التوليد (مركز طب الفم التخصصي) مكتظاً بأعداد وافرة من طالبي اللقاح، جهود جبّارة يقوم بها طاقم مختص مدرّب على تسجيل الناس وإعطائهم اللقاحات كلّ حسب رغبته، يوجد لقاحات روسية وصينية وبريطانية، وتصوير الهويّات مجاني تماماً في المبنى الإداري لمشفى التوليد، كلّ الشكر لكادره. إلى هنا كلّ شيءطبيعي، لكن غير الطبيعي وغير المقبول تلك الفوضى العارمة والاستهتار والقفز فوق المنطق وتغليب الذاتية والأنانية والمصلحيّة والفوضى على النظام والترتيب والأناقة، الناس تتكوّم بالعشرات على طاولة التسجيل على الدور، لكن هيهات يادور، هناك شاب أسمر يقف في الداخل لم يعرّف عن نفسه وموظّفة على رأس الطاولة من جهة اليمين جانب ستارة غرفة اللقاح يقومان بإدخال الناس خلافاً للدور، كما جاءت سيّدة لا أحد يعرف من هي وبدأت بتقليب صور الهويات ونكشت عدة أسماء من بين الأوراق المرتّبة حسب الدور وخلطت عبّاس بدبّاس ولا أحد يجرؤ على الاعتراض. السيد مدير صحّة طرطوس المحترم نرجو منكم التكرّم بضبط الأمور في هذا المركز فهي خارجة عن السيطرة تماماً، الفوضى عارمة، الازدحام شديد، المطلوب الالتزام بالدور والجلوس على المقاعد المخصّصة للانتظار، وكلّ حسب دوره ولا داع للتمييز بين زيد وعبيد من الناس. عمل حضاري مكلف تفسده بعض السلوكيّات والسلبيات. مدير صحّة طرطوس، الموضوع بتصرفكم.

 أحمد كريم منصور
 
تصفح المزيد..
آخر الأخبار