بللني الخريف…

الوحدة 14-12-2021

خادعتني الأحلام، فطويت شراعي.. أهرقت خمرة حزني واستحضرت صورتها, وقد أودعت الضحى في وجهها، وفرشت الدروب طيوفاً أشفّ من قشرة النور, فذاب تحت وهج الرجاء دعائي، وتمادى ندمّ كافر كان قد صلبني دهراً على جبين الخطايا.
×××
أوقفتها على غرير الصبا, وتأملتها، كانت حالية الثغر، ناهدة الصدر، ذات شفتين خمرتين تبكي الورد بعطفيهما.
يرنّحها دلها فنعوم ببيدر حسن, مرخية ذبول عينيها، تفيق السواقي بعد هجعتها عند مرورها, وفي مقلتيها تنام الرغاب.
×××
كانت أشبه بسنبلة ترتدي ثوب الندى، وتحمل ربيع زهور على منكبيها، كنت أرنو إلى أراجيح صوتها, وعلى مفارق الكلام التقيت بأحرفي وقد عاتبتني إذ لم أوقفها على دروب هواها، فجنّ الصدى, وألبسني الغياب شوك النوايا، وانكسرت زجاجة عطري على باب الأماني فصدحت بمواّلي، لأبلّل شفاه الوجد, وألقي به إلى شباكها الأزرق, وأقفلّت باب الوقت، لبست قميص الوعد, ونمت على كتف الحلم، ومسّدت شعر ذاكرتي, وسافرت والبجع الراحل صوب الشمال.
×××
كانت دروبي مطبقة أجفانها، وقد بللّني الخريق ورقه، واعتقل الوحل قدميّ العاريتين الواجفتين ورحت أغافل ظلي وقد تهشم حبق يديه، وابتلعته العتمة،
فناديتها:
دعيني ألملم أوجاعي.
وأجدل باقات النجوم.
وأصل وحشتي بصورتك وقد تأبطت غيمة ممطرة
وأراني خلف محاجري
نسيت صرّة دموعي.

سيف الدين راعي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار