الوحدة:12-12-2021
يقول الباحث علام أنه لم يتم التأكد القطعي من أن المشهد الذي تم اكتشافه في برج الصليب بريف اللاذقية يمثل اسطورة بناء اللاذقية ولكن اكتشافه في منطقة هي الأقرب للاذقية من بين المدن السلوقية الأربع الرئيسية يزيد الترجيحات التي تصب في صالحها، لا سيما أن هذه القصة لا تتوافق بشكل كامل مع أي أسطورة من أساطير بناء المدن الأربعة التي أوردها يوحنا مالالاس.
ويوضح الباحث رحمة أن المشهد عبارة عن نحت من رأس عمود روماني يعود للقرن الثالث أو الرابع الميلادي تم اكتشافه في برج صليب على بعد 20 كيلومتراً شمال اللاذقية، يظهر فيه سلوقس نيكاتورز شخصياً بقبض على الثور للتضحية به على المذبح (وهذا يذكرنا بقصته مع الثور الذي هرب من الإسكندر المقدوني).
في الجزء العلوي من النحت يحوم النسر ويُرجح أنه يحمل لحم الضحية (التفاصيل تضررت بشدة) من المذبح، كما لو كان الثور قد تم التضحية به فعلاً.
وقد افترض من قبل أن المشهد يظهر تفاصيل بناء مدينة أنطاكية، ولكن لم نستطع الآن أن نرى سبباً لذلك، كون مصدر المشهد المنحوت قريباً جداً من مدينة اللاذقية، فإن المشهد بالأحرى يمكن أن يكون لتأسيس تلك المدينة.
إذ يقول مالالاس إن تأسيسها بدأ عندما قدم سلوقوس ذبيحة لزوس ليستدل أين ينبغي له أن يبني مدينته، فنزل نسر وانتزع بعض اللحوم من الذبيجة.، فطارد سلوقوس النسر ثم تحول إلى الخنزير البري، الذي قام بقتله بعد مطاردته، وأسس موقع اللاذقية على حدود دم الخنزير المقتول.
لا يوجد شيء في المشهد غير متوافق مع الجزء الأول من هذه الحكاية وكذلك يتوافق مشهد النحت جزئياً مع قصة بناء مدينة أفاميا، إذ يقول مالالاس إن سلوقوس ضحى بثور وماعز، ومرة أخرى استولى نسر على رأسي الثور والماعز، وبنى سلوقس جدران المدينة بدم الحيوانات.
وربما كانت الفتاة التي في الوسط تمثل آغافي الفتاه العذراء التي تمت التضحية بها لأجل أن تكون تميمة حظ لمدينة اللاذقية وبُني على اسمها تمثال برونزي.
و إن كانت هذه التحفة الأثرية تمثل اللاذقية وأسطورة بنائها فإن علينا التساؤل عن سبب عدم تطابقها الكامل مع ما رواه مالالاس ولربما يمكن إعادة صياغة الأسطورة بشكل جديد.
بقي أن نذكر أن هذه التحفة الأثرية موجودة في متحف بيروت.
هلال لالا