الوحدة: 8- 12- 2021
لطالما كان الشعر بكافة أشكاله ومنها الزجل موهبة فهو بحاجة لتنمية وصقل وتدريب ومتابعة هذا ما بدأبه بسام سلمان حمدان عند سؤالنا له عن الزجل : الشعر موهبة ولا أؤمن بمقولة: إن من يحفظ الكثير من الشعر يصبح شاعراً الحفظ يصنع ناظم شعر وليس شاعراً.
وهذا ما دأبت عليه منذ بداية اكتشافي لموهبتي وطبعاً مع أركان أسرتي والدي ووالدتي الذين لمسوا منذ طفولتي حبي لهذا اللون من الشعر، حيث تربيت في أسرة وبيئة يعد الزجل موروثاً ثقافياً لها وكنت منذ صغري مولعاً بالاستماع لهذا اللون الجميل بكل أنواعه.. القصيد والمعنّى والشروقي والموشح والقرادي والقلاب والمجزم والعتابا والميجنا، وبدأت أولى كتاباتي الزجلية وأنا في صفوف المرحلة الابتدائية صف ثان، ثالث وكان والدي يشرف على تصحيح أخطائي الإملائية وتدقيق كتاباتي لتظهر موزونة شيئاً ما حيث إنني كنت بعمر لا أدرك أن للشعر وزناً يوزن عليه . وبتشجيع كبير ودعم من الأهل تمّ في عمر مبكرة كسر حاجز الخجل والرهبة من الوقوف أمام الناس وإلقاء الشعر وبدأت موهبتي بالنمو رويداً رويداً .
وأصبحت أشارك في الفعاليات الاجتماعية ،وبدأ كما يقال نجم موهبتي بالظهور في بيئتي وبين أهلي وناسي الذين ساهموا ومن خلال محبتهم لكلمتي وصوتي ساهموا مساهمة فعالة وكبيرة في حثي على صقل الموهبة والتعب والسهر عليها لتكون ولتصبح بمستوى الذائقة الشعرية لكل من يستمع او يقرأ أشعاري. وفي العام 2010 تمّ الإعلان في محطة تلفزيونية لبنانية وهي محطة ال OTV عن مسابقة زجلية وبرنامج زجلي وكان هذا البرنامج بإدارة الشاعر الكبير موسى زغيب وتقدمت إلى البرنامج ومعي ثلاثون شاعراً وخضت فيه جولات زجلية وحوارات جداً قيمة وجميلة ووصلت إلى المرحلة النهائية وكنت واحد من الشعراء الفائزين .
واستمرّ بعد هذا البرنامج نشاطي الزجلي وشاركت في العديد من المهرجانات الشعرية والمنتديات مع الكثيرين من الزملاء والإخوة الشعراء وقدمت الكثير من الحفلات الزجلية المنبرية في العديد من المدن والقرى على مساحة الوطن.
ما القضايا التي تطرحها في شعرك؟
بداية عين الشاعر هي موشور حقيقي ومن خلال كلمته يقوم الشاعر بإيصال ما يراه وما يشعر ويحس به إلى مستمعه بلغة سهلة ممتنعة وهنا أتحدث عن الزجل حيث إنه من أهم الألوان الأدبية والشعرية ومن أكثرها قدرة على التصوير.
والزجل هو فن الاختصار ولغة التصوير وأكثر ألوان وأنماط الشعر استساغة لكونه يحكي باللهجة العامية واللغة البسيطة والبعيدة عن تعقيد المصطلحات. وإن كان في علم الفنون ما يسمى بالبعد الثالث ،فأنا أرى أن الزجل يمتلك البعد الرابع من خلال التصوير، والرسم بالكلمات وفتح المجال لخيال المستمع والقارئ ليسبح في فضاء خيال الكلمة والصورة الشعرية الزجلية.
ومن هنا استطاع الزجل أن يكون لوناً شعرياً عاماً تحدث وصور به الشاعر كل ما أحبه ورآه ولمسه وأحس به وعاشه وسمح الزجل للشاعر الزجلي بالحديث بشعره عن الحب والغزل والفرح والمعاناة والفقر والآلام والشوق والحنين والوطن وتصوير الانتصارات وفي مآتم الشهداء وتحدث في السياسة والاجتماعيات والوجدانيات ومن وجهة نظري وليكون الشاعر الزجلي فعلاً شاعراً بمعنى الكلمة عليه ألا يسمح لكلمته أن تتخصص في مجال واحد وألا ترتدي ثوباً واحداً وفي جميع الأوقات والأماكن. الشاعر ابن بيئته ومن هنا وجب عليه أن يكون وكما قلت سابقاً موشوراً يحلل ويبسط ويقدم الصورة الاجمل والخيال الاكثر إشباعاً للخيال.
أما كيف أرى شعر الزجل في بلدنا مقارنة مع البلدان الأخرى الأردن وفلسطين وبالأخص لبنان ؟؟ فسوف أقول ومن حرقة شاعر على هذا اللون الشعري الجميل: إن الزجل في بلدنا مهدورة حقوقه و لا يحظى وخاصة من قبل وزارة الثقافة بالقدر الكافي من الاهتمام والرعاية والدعم لشعراء الزجل وللمنبر الزجلي ،وقد قامت وزارة الثقافة منذ عامين تقريباً بإصدار قرار وتعميم على جميع مديريات الثقافة في القطر والمراكز الثقافية بمنع الشعر الزجلي في أي مركز ثقافي في القطر واستمر هذا القرار ما يقارب السنة وأكثر حتى استطعنا ومع الكثيرين من الإخوة الشعراء والشخصيات ومن خلال العلاقات الشخصية والمعارف وبالوصول لا على المستويات استطعنا إلغاء القرار وكانت حجة وزارة الثقافة هي منع اللغة العامية في المراكز الثقافية وتشجيع اللغة الفصحى وهنا تكمن خفايا هكذا قرار إذ كيف تسمحون بالمهرجانات الغنائية وعذرا للتشبيه بأغان وصخب وألحان وكلمات لا تليق بذائقة مستمعيها ومعظمها باللغة العامية إضافة للمسرحيات وفرق الرقص والفلكلورات وتمنعون الزجل .
وإضافة لكل ما سبق مازال الزجل ليس له صفة الأدب فيما يسمى الادب والشعر ولايدرس وليس له أي مرجعية تمثله في وزارة الثقافة سوى جمعية قامت بجهود ومن تمويل شعرائها وأعضائها وليس لها مقر أو مكان مخصص ولا يخصص لها دعم مادي او معنوي لتنهض بالزجل مقارنة مع لبنان الذي يوجد فيه نقابة كما كل النقابات تضم كافة الشعراء الزجليين
ونقول إن الزجل مهدور الحقوق إلا مع بعض المهرجانات المتواضعة التي أقيمت في بعض المراكز الثقافية والتي سقف حضورها لا يتجاوز ال50 شخصاً.
من هنا نستطيع المقارنة:
جميع قصائد الشاعر هي فلذات فكره وبنات رحم موهبته ولجميعها محبتها في قلب شاعرها والقصيدة عند الشاعر كما ابنته يحبها ولكل قصيدة مناسبة وزمان ومكان وظرف وحالة نظمها بها او ارتجالها ومن هنا تأتي محبة القصيدة من خصوصية الحالة التي كانت السبب في ولادتها . وعند يوضع الشاعر في خيارات أي القصائد أحب إليه فعلاً يكون الاختيار صعب وهنا تترك الإجابة لجمهور الشاعر الذي يحب كلمته وصوته وأيضا هنا تختلف الذائقة ولكل شخص ربما تكون خصوصية ومحبة قصيدة تختلف عن خصوصيتها ومحبتها عند غيره. وهنا لا أقول أحب قصيدة عندي ولكن أختار لك قصيدة أحببتها لصدقها وتصويرها ووجدانيتها مع أربعين العمر محتفلي
وهالإربعين السر كاشفلي شفتو علي بابا أنا بالذات عا مغارتك سراق واقفلي وافتح ياسمسم يصرخ الصيحات وخزنة عمر يسرق على غفلة ويسرق حلا عن خد المرايات الكانت حلاكي بنور تعزفلي ويسرق عطر من شردة الغمرات لما الشموع دموع تذرفلي ويفتح خزانة مصبرة حكايات وضحكات تمك كان يد لفلي وعن تابلو المكياج للسهرات
-هل لديك ديوان زجلي مطبوع ؟
في ظل العولمة وفضاء وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات المتعددة لإطلاق أي شيء يرغب الشخص لإيصاله للآخرين قلت أو ضعفت ويمكن لي القول انعدمت ثقافة القراءة وتلاشت أو دفنت متعة تصفح كتاب أو جريدة أو صحيفة
ولم يعد خير جليس في الأنام الكتاب، وإنما أصبح خير جليس في الأنام جوال ومن هنا لم يعد هناك الدافع لطباعة دواوين شعرية وطرحها في سوق الثقافة للقراءة وأصبحت تكاليف طباعة الديوان أضعاف أضعاف ما يمكن الحصول عليه من بيعه
ولكن جميع أشعاري وقصائدي موثقة ومكتوبة ومسجلة إن لم تكن كتابة فمعظمها مسجل صوتاً وصورة في ذاكرات الكترونية وعلى صفحتي في الفيس بوك وموقعي في اليوتيوب ويمكن لمن يرغب ويحب الزجل زيارة صفحتي ولي الشرف بتصفح وقراءة كلمتي والاستماع لقصائدي.
نرجس وطفة