الوحدة : 8-12-2021
ما يميز قوة وكينونة الدولة هو الشعور بالهوية والاستمرارية لمن يعيش على أرضها… فما موقعنا الآن بين شعوب العالم، هل نكتفي بأننا بناة الحضارة للإنسانية، لا يعترف العالم إلا بالواقع فكيف يمكننا أن نكون أصحاب حضارة الآن؟!!…
عن تأثير العولمة على التراث اللامادي خاصة والمادي عموماً تحدث الأستاذ كامل إسماعيل بمحاضرة شيقة قدمها بعنوان (التراث اللامادي) في المركز الثقافي العربي بطرطوس.
وأوضح بأن التراث اللامادي ينتقل من جيل إلى آخر، ويقع بعثه من جديد من قبل مجموعات إنسانية طبقا لبيئتهم وتفاعلهم مع الطبيعة ومع تأريخهم وهو يعطيهم الشعور بالهوية والاستمرارية بما يسهم في تطوير التنوع الثقافي والإبداع الإنساني… والإنسان بحاجة دائمة للتواصل والتفاعل، للتأثير والتأثر، حيث بدأت عملية التواصل الإنساني شفاهيا في ذات الزمان والمكان حتى وصل إلى ما عليه اليوم …فبعد اختراقه المكتوب والمسموع والمرئي وصل إلى العالم الافتراضي ونجح نجاحاً مذهلاً، نجم عنه تشابك الواقع مع الافتراضي… ما أثر على كل شيء كطرق التفكير الإنساني، المشاعر، والتفاعل مع الآخر…
تحديات التكنولوجيا –لا يمكن حتى في أعتى مظاهرها- أن تعدم الأثر الإنساني لو توفر لهذا الأثر حسن مواجهة منطقية… بمعنى آخر للكلمة (لا تنظير من تلك التحديات).
التكنولوجيا واقع ملموس ومفروض بقوة التطور والعقل ولا يمكن لأحد أن ينكر فضلها منذ اختراع الطباعة التي أتاحت إنتاج آلاف النسخ من الكتاب الواحد، ووفرت للناس سبل المعرفة حتى اكتشاف معطيات تقنية هائلة ؛ من اختراع للتلفاز والراديو وصولا لربوتات اليوم…
مسألة الحفاظ على التراث اللامادي والمادي على حد سواء مسألة ذات أهمية قصوى كوجهي العملة الواحدة، وهنا يكمن دور الإعلام الأجدى في صون تراث البلاد قديما وحديثا.. أكان بوساطة النشر (بطرقه المتواضعة) أم عن طريق التوثيق والتأريخ للتمييز بين الصحيح والسقيم، بين الغث والثمين… بين ما هو حضارة أصيلة متأصلة، وما هو حضارة عائمة وافتراضية مارقة…
نعمى كلتوم