الوحدة: 6-12-2021
بنَهم وشغف ترى الفنانة رانيا ريحاوي منشغلة في التحضير لعمل نحتي جديد في مركز الفنون التطبيقية في اللاذقية.
والتشكيلية ريحاوي هي عضو اتحاد الفنانين التشكيليين في اللاذقية. درست في مركز الفنون التشكيلية في اللاذقية قسم التصوير الزيتي والنحت، وتخرجت منه.
لها مشاركات عدة في معارض جماعية. وحازت على شهادتي تقدير في مهرجان بسمة وطن٢٠١٩، وملتقى زكريا شريقي الثاني.
وبالعودة للحديث عن العمل الذي بين يديها تقول الفنانة ريحاوي: العمل نحتي تعبيري، يجسّد الأنثى وهي في حالة تأمل وتفكير. وهو ما أعتبره أهم حالة في وجود الأنثى. المنحوتة تشير إلى حالة السمو والرقي داخل الأنثى، كمخلوق يحمل الكثير من الدواخل والمكنونات الحسيّة. أحببت أن أسلّط الضوء على هذه النقاط من خلال تعبيري الشخصي كرانيا ريحاوي، فمثلاً نظرة هذه الأنثى لها مدلولات كثيرة عن مضمونها الجوّاني، في هذه النظرة أيضاً يكمن العمق الروحي والفكري والوجداني والنفسي، الذي في جزء منه يشبهني أنا، وقد يشبه إناثاً على هذه الأرض.
وعن ما تعلمته خلال تجربتها التشكيلية تجيب:
أهم ما تعلمته من خلال تجربتي التي تجاوزت العشر سنوات أن النجاح بالفن يحرّض على المزيد من العمل والمثابرة، وبالتالي على المزيد من الإبداع. وفرح الفنان بنجاحه يجب ألا يؤثر على تطوّره، بل هو حافز هام نحو تقديم الأفضل.
أيضاً عليه ألّا يتوقّف عن التعلّم. بل أن يكون طالباً للمعرفة، وعليه الاستمرار بالبحث والتجريب لأساليب وتقنيات جديدة لم يجربها من قبل. وهذا ما أحاول أن أقوم به عبر تواجدي بشكل دائم في مركز الفنون التطبيقية، ومركز الفنون التشكيلية.
شغفك في الرسم والنحت ولكن أيّهما تفضّلين؟
أنا لا أفصل بينهما إطلاقاً هما واحد عندي. كلاهما فن. والفن حالة روحية سامية تحمل الكثير من المتناقضات من جمال مشاعر وأفكار مزدوجة.. بدايتي كانت رسم ونحت ولا تزال. أرى متعتي وشغفي في المجالين. الاثنان مرآة حقيقية لكلّ هواجسي وأفكاري وعالمي الداخلي. الفضل لتعلقي بالنحت كان الفنان المرحوم عبد الباسط زابون رمز النحت في اللاذقية، وبالنسبة للرسم الفنان أمير حمدان أخرج مني هذه الرسامة العاشقة للألوان الزيتية.
أما ماذا يميّز رانيا ريحاوي؟ فتجيب:
أحرص على التنوّع بالرسم والنحت. وأن تكون أعمالي غير مكررة، غير تقليدية، غير متداولة. لا أحبّ أن أقلّد أحداً. خطّي وبصمتي خاصان جداً.
عن كيفية تطوير ذاتها الفنيّة؟ تضيف:
النقد البنّاء من أهم عوامل تكوير الفنان لفنه، لكنه للأسف نادر. هناك هجوم على الفنان وليس من تشجيع. يبقى بعض الأناس الصادقين والمحبين للفن والفنان، وقد يصفقون لنجاحه، وهنا تقع على الفنان مهمة تقييم نفسه من خلال مشاركاته في المعارض، وانفتاحه على تجارب زملائه الفنانين. الملتقيات والمعارض تُغني مخيّلة الفنان وتغذّيها وأنا واحدة من الفنانين التي كانت للملتقيات والمعارض مساهمات فعّالة لتطوير تجربتي وإنجازي في التشكيل.
وأنهت الفنانة ريحاوي كلامها فقالت:
المجالات مفتوحة لكل من لديه موهبة في محال الفن التشكيلي، واللاذقية فيها خيرة المراكز وأهم التشكيليين في كافة المجالات، والباقي يقع على عاتق الشخص في ماذا يريد أن يفعل وكم من الجهد يبذل في تحقيق طموحه الفني. وحسب تجربتي لا شيء يمكن للموهوب في الفن أن يعيقه، فأنا مثلاً أخذني الفن من دراستي كطالبة حقوق كثيراً لكنني لم ألغها، وها أنا موشكة على التخرج .
أحلامنا تحتاج لتعب وجهد ومثابرة وإرادة وضغوط وانكسارات، وكل تلك الصعاب ضرورية، ومن دونها لا يمكن تحقيق الأحلام.
أحب أن أتوجه بالشكر لأستاذي الفنان أمير حمدان، ولروح الفنان عبد الباسط زابون الرحمة، الذي كانت لتعاليمه الأثر الأكبر في تكوين شخصيتي الفنيّة. ولجريدة الوحدة لاهتمامها بكل النواحي الثقافية في اللاذقية.
مهى الشريقي