الوحدة: 6-12-2021
أقام فرع اتحاد الكتاب العرب في اللاذقية ندوة تاريخية (الحرب والآثار) تحت رعاية السيد المهندس عامر اسماعيل هلال محافظ اللاذقية، وقسمت الندوة إلى جلستين: جلسة أولى والتي أدارها الدكتور محمد إسماعيل بصل رئيس اتحاد الكتاب العرب في اللاذقية وتضمنت الجلسة الأولى كلمة للدكتور نظير عوض مدير عام الآثار والمتاحف والتي شرح فيها التفاصيل المتعلقة بتداعيات الحرب على سورية وكيف أثرت هذه التداعيات على الآثار السورية في المدن ( تدمر، إيبلا، ماري) وغيرها، كما قدم تفاصيل عن المساحات التي خرجت عن سلطة الحكومة وكيف تعرضت للتنقيب العشوائي وسرقة وتدمير وتخريب لبعض المواقع فهذه الحملة كانت حملة ممنهجة وهمجية، الغاية منها طمس الهوية السورية أو الهوية الجامعة لكل السوريين كما تحدث عن الإجراءات التي قامت بها المديرية العامة للآثار والمتاحف لحماية المواقع وحماية المتاحف ونقل القطع وحمايتها انتقالاً إلى مابعد عام ٢٠١٧م وإطلاق وزارة الثقافة منذ فترة لمشروع رقمنة التراث الثقافي السوري ومنه التراث الأثري على تنفيذ ثلاثة مشاريع في هذا الإطار مهمة تتعلق برقمنة القطع وتوثيق المباني وتوثيق المدن التاريخي وتقسيم الأضرار من خلال ملفات فنية مهمة باستخدام تكنولوجيا تسمى التصوير الثلاثي الأبعاد.
كانت الندوة منوعة للسادة المختصين في المديرية العامة للآثار والمتاحف بين الشق الفني والشق القانوني وما يتعلق أيضاً بقضايا الاسترداد وهي واحدة من القضايا والملفات التي ظهرت خلال الأزمة والتي تعنى باسترداد القطع الأثرية التي هُربت خارج القطر واستردادها وإعادتها للوطن مع الإشارة للتعقيدات الفنية والقانونية المتعلقة بهذا الملف وإلى النجاح الذي أُحرز ولو كان بسيطاً في مستوى استرداد ثلاث قطع أثرية في جنيف وإعادتها إلى الجمهورية العربية السورية وإلى التفاصيل المعقدة في هذا الملف من ناحيتين : الناحية الفنية والناحية القانونية.
كما صرح د. نظير عوض أنه سيكون هناك حصة أخرى لمحاضرات تتعلق بما يسمى الشق القانوني في ملف الاسترداد أو القوانين الدولية ودورها من خلال الأزمة وما استطعنا الاستفادة منه خلال القوانين الدولية التي تحمي التراث وهل هي كافية..
ومن المشاركين في الندوة د. همام سعد مدير التنقيب والدراسات الأثرية الذي تحدث عن أضرار الحرب على المواقع الأثرية في سورية مملكتي (ايبلا _ماري نموذجاً) شارحاً بالصورة الموثقة الأضرار التي طالت المواقع الأثرية وبيان حجم هذا الضرر على تلك المواقع كما تناول موضوع الوعي بأهمية التراث الثقافي وكذلك رفع الظلم عن المتضررين من قرار التسجيل فكان تركيزه منصبّاً على الحجم الكبير للأضرار التي تعرضت لها المواقع الأثرية من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة بالإضافة للأضرار الناجمة عن عوامل طبيعية ودور المجتمع المحلي السلبي في التعديات على المواقع الأثرية.
وشارك في القسم الأول أيضاً د. بسام جاموس الباحث والمؤرخ ومدير عام الآثار والمتاحف سابقاً وتحدث عن الآثار والحرب، هموم الحاضر وتحديات المستقبل قائلاً: علم الآثار يصب في المواقف السياسية والصراعات الحديثة ضمن الحرب الثقافية والعولمة التي يعيشها العالم اليوم، ونحن كمختصين نؤكد أن هذا العالم يمثل محوراً هاماً في الأصالة والمعاصرة ويحلل المفاهيم والأبعاد المرتبطة بها وما يدخل في نطاقه من أبحاث ودراسات ومعارف وثقافات تصل المخزون الثقافي التراثي وهذا العلم حديث في الوطن العربي لذلك واجهنا هموماً وتحديات كبيرة وكثيرة في الماضي والحاضر.. وسيادة التاريخ الدوغماتي التاريخ الثابت على حساب التاريخ الموضوعي وطوفان الأبحاث والدراسات الغربية وضعنا أمام مهابة العلم الأوروبي وهذا ما دفع البعض من باحثيهم ممن باعوا أنفسهم بخدمة أغراض استعمارية دينية من خلال التزوير للحقائق ومن وجهة نظر المنقبين والآثاريين لا يمكن أن تموت هذه الحقائق التي تريد الشعوب معرفتها عن طريق علم الآثار تزييف وتزوير التاريخ..
أمّا الجلسة الثانية فأدارها الدكتور جمال حيدر مدير آثار اللاذقية _جبلة سابقاً ومن المحاضرين فيها د. إبراهيم خير بك مدير آثار اللاذقية (الآثار تراث البشرية وأثر الحرب عليها) .
كما شارك د. أيمن سليمان مدير الدائرة القانونية خبير القانون الأثري الذي تحدث عن الإطار القانوني الوطني والدولي لحماية التراث الثقافي في سورية معرجاً على قانون الآثار السورية الصادر بمرسوم تشريعي ٢٢٢لعام ١٩٦٣م وتعديلاته وعلى إطار القانون الدولي من خلال الاتفاقيات التي صادقت عليها سورية تحت مظلة اليونيسكو وخاصة اتفاقية لاهاي لعام ١٩٥٤م التي تتطرق لحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح والبروتوكول الأول والثاني لها فضلاً عن أسئلة مهمة في هذا الموضوع وهو حصاد التقييم وهل الآثار السورية محمية قانونياً وما هي الإجراءات الواجب اتخاذها لحمايتها بشكل فعال ودراسة الرؤية التي استند إليها مشروع قانون الآثار السورية الجديد.
وختم الندوة د. أحمد ديب مدير مركز الباسل للبحث والتدريب الأثري بالحديث عن التجربة السورية في حماية وحفظ التراث في ظل الحرب.
رهام حبيب