حتى الذكريات تصدأ

الوحدة 5-12-2021 

 

 قدّمت لنفسي إجازة أعتذر فيها عن الكتابة والقراءة, كما أنّني أوصدت الفضول ورحت أنفتح على أماكن وأشخاص انقطعت عنهم خمسة عقود.

 تجوّلت بين تلك المنازل الّتي تتمرّد الأزهار على أسوارها, فتعرّش تارةً وتمتشق أخرى.

 هل مازالت ترسل أنفاسها. لكنّي وجدت ما هو مغايرٌ تماماً, فحلّ مكان الجدران ودكاكين للبيع وللشراء, ومنها الأزهار المذبوحة, وقد تكفّنت بالألوان.

مازالت أفتّش عن تلك الشّجرة الّتي كانت تحجب نافذة من أحببت. لكنّني لم أجدها ولم أجد ذلك المنزل, فقد نهض مكانها برج سكنيّ شوّه ذاكرتي , ولم أعد أذكر إلّا القليل من مغامرتي حين تسلّقت الشّجرة لأمتلك مشهد النّافذة. اذكر كيف سبقني ذلك الّشرطيّ, وأنزلني من عليها, وليدوّن اسمي على صفحة الاتّهامات.

أسير فاسمع للتوّ صوتاً يقصدني, ثم اتَّجه صاحبه نحوي

ليسألني : هل ما زلت تكتب؟

أجبته منهزماً: حين تتزاحم الأفكار , يجفُّ كلّ شيءٍ

ما إن وصلت الشّاطئ بعد جولتي , حتّى انفتحت أبواب البحر, لأختبئ خلفها متوارياً مع ذكرياتي الّتي صدأت, علّني أفلحُ في غسلها.

 سمير عوض

تصفح المزيد..
آخر الأخبار