الوحدة : 1-12-2021
في سرد دؤوب، القصة توالي القصة، تقص نحن بكل شغفنا وأخطائنا والتفاصيل المشرعة أو المواربة خلف الأبواب… القصة القصيرة جداً تروي بإيجاز حدي صورة مكثفة لحكاية مرت كان فيها بعضنا أو جلنا وربما كلنا…
عن دار بعل للنشر والتوزيع في دمشق، صدر الكتاب الثاني لرابطة القصة القصيرة جداً في سوريا، والذي يضم 84 كاتباً من مختلف البلاد العربية، والذي يعتبر تكملة للسلسلة التي بدأت رابطة القصّة القصيرة جداً في سوريا البدء بطباعتها منذ الكتاب الأول عام 2018، وذلك نتيجة حرصها واهتمامها بالقصّة القصيرة جداً بمختلف جوانبها الإبداعية والنقدية، حيث تقدم تجربة قصصية ممتعة ومهمة.
حول هذا الإصدار الجديد تحدث لنا د. محمد ياسين صبيح المشرف عليه ورئيس رابطة القصة القصيرة جداً في سوريا فقال:
لقد دأبت الرابطة على البحث عن وسائل أدبية للاهتمام بكتاب القصة القصيرة جداً وإبراز نتاجاتهم، لذلك كان التفكير بنشر الكتب كأهم وسيلة لتوثيق إبداعاتهم، من هنا قمنا بطبع الكتاب الأول عام 2018 بعنوان أشرعة من ضوء1، والذي شارك به 69 كاتب من مختلف البلاد العربية، والآن قمنا بطبع الكتاب الثاني ولكن بزيادة كبيرة بعدد الكتاب، حيث وصل إلى 84 كاتب من مختلف البلاد العربية منهم 48 كاتباً من سوريا، وهذا يعني أن الرابطة ساهمت بشكل ملموس في زيادة الاهتمام الكبير بالقصة القصيرة جداً وفي زيادة انتشارها عربياً وسورياً.
وعندما سألناه عن أهمية نشر مثل هذه الكتب أجاب د. صبيح قائلاً:” بعد أن انطلقت الرابطة الكترونياً، وأصبحت من أهم المحطات الثقافية والأدبية الخاصة التي تعنى بالقصة القصيرة جداً، انطلقت إلى أرض الواقع من خلال تنظيم الملتقيات الأدبية الخاصة بالقصة القصيرة جداً، والتي بلغت حتى الآن 11 ملتقى وبمختلف المدن السورية، حان وقت الانطلاق إلى نشر الكتب، وهكذا ولد الكتاب الأول /أشرعة من ضوء1/ عام 2018 عن دار بعل للنشر، والآن قمنا بإصدار الكتاب الثاني / أشرعة من ضوء2/ وهو نتيجة عمل وجهد استمر سنتين من التحضير، وتأتي أهمية نشر هذه الكتب لتؤكد على المستوى الذي وصلت إليه الرابطة، من خلال كتابها الذين أصبحوا على درجة عالية من الكتابة الإبداعية، والذين شاركوا على مدار سنوات ابداعاتهم على جدار الرابطة، والذين أغنوا بأساليبهم السردية المتنوعة المشهد السردي العربي بإبداعات مميزة. فلقد أجاد كتابنا استخدام مختلف التقنيات والأساليب السردية القصيرة جداً، ونفتخر بانتمائهم إلى مختلف البلاد العربية، وسوف نستمر بمثل هذه النشاطات مستقبلاً، وقريباً سوف نبدأ التحضير للكتاب الثالث” .
أما بالنسبة للمواضيع التي تطرق إليها هذا الإصدار قال:” تنوعت مواضيع القصص وأفكارها ما بين الهم الاجتماعي والاقتصادي والعاطفي والسياسي، وتنوعت أساليب الكتابة لدى الكتاب، فكان التكثيف العنصر الأهم الموجود في المجموعة المشتركة، علماً أن مستويات القصص تعددت بين مستويات عدة، منها المكثف جداً ومنها ما اعتمد على الحدث الواضح والمطول، والكثير من الكتاب اعتمد الإيحاء والشاعرية في نصوصهم، إنها تجربة مميزة لرابطة القصة القصيرة جداً في سوريا، في نهجها المهم والهادف إلى نشر هذا الجنس الأدبي الحديث نسبياً، وعلى الاهتمام به إبداعيا وعلى العمل على تطور الأساليب السردية المختلفة” .
سلمى حلوم