الوحدة 30-11-2021
أقام فرع اتحاد الكتاب العرب في اللاذقية محاضرة بعنوان: (زهير جبور، وقفة مع الذاكرة) ألقاها الأديب الأستاذ سليم عبود وذلك في صالة الأنشطة بمقر الاتحاد….
المحاضرة تحية إلى روح الأديب الراحل زهير جبور.
هذا وقد استهل الأديب عبود المحاضرة بالإشارة إلى العلاقة العميقة الاستثنائية والقديمة التي ربطته بالأديب الراحل حيث قال: هذه هي المرة الأولى التي أجيء فيها الى اتحاد الكتاب العرب لإلقاء محاضرة ولا أعرف من أين أبدأ، فليس في ذهني خطوات للنص وهذه مشكلة أرقتني كثيراً، كيف أبدأ الحديث عن صديق قديم عشت معه ذكريات جميلة وحكايات طويلة، فعلاقتي به كانت استثنائية وطيلة عشرين عاماً لم أقم بنشاط ثقافي الا وكان حاضراً وأجزم أنني كنت في الصفحة الأولى في دفتر وذاكرة زهير جبور من بين الأصدقاء وهذا ما دفعني اليوم ألا أتحدث عن زهير كما يتحدث الآخرون فزهير كان استثنائياً وحديثي اليوم هو حديث استثنائي . كما أشار المحاضر إلى بداية العلاقة التي جمعته مع الراحل حيث تابع: تعمقت علاقتي به منذ لقائنا الأول (أنا وزهير) مع الشاعر الراحل مروان صقر في اتحاد شبيبة الثورة وصدور مجلة الموجه، وتعمقت هذه العلاقة عندما استلم رئاسة فرع اتحاد الصحفيين في اللاذقية وطرطوس الذي انطلق انطلاقة سريعة يوم تسلم زهير رئاسته، وعندما تسلمت رئاسة تحرير جريدة الوحدة استكتبت زهيراً في مقال أسبوعي وكان لا شيء يمسك بقلمه إلا انتماؤه للوطن الذي يجب أن يبقى جميلاً دائماً، وأضاف المحاضر: لن أتحدث عن أدبه ورواياته وقصصه التي نشرها والتي لم تنشر بعد ولن أتحدث عن فنية الكتابة لديه ولا عن موقعه الأدبي بين كتاب الرواية والقصة وإنما سأتحدث عن بعض جوانب شخصيته فأنت لا تستطيع أن تفصل بين شخصيته وبين ما يكتب وبين حواراته الجانبية أو العادية فأثناء حواره في موضوع ما كان يغوص في عمق الموضوع وسرعان ما يطفو إلى السطح ولا تحس بوخز الكلمات التي قالها وسرعان ما يلملم جراح أية علاقة متأزمة.
هذا وقد سرد الأديب عبود جانباً من ذكرياته مع الراحل أثناء سفرهما الى كل من حلب وحمص والسويداء مبيناً حجم الشعبية التي تمتع بها الراحل وهذا ما يؤكد حيوية هذه الشخصية وديناميكيتها وبساطتها في الحياة وروح المحبة التي كان يتعامل بها مع الناس فزهير لم يكن متخرجاً من الجامعات الأمريكية ولكنه كان بارعاً في إدارة الأزمة وهذا الموضوع جعله على علاقة طيبة مع الجميع إضافة إلى روحه المرحة ومزاحه الذي لم يقلل من هيبته وإنما بقي محافظاً على تماسكه وقيمته بنظر الآخرين فهو يمزج بين الدعابة وبين ما يريد قوله.
في الختام قال الأديب عبود : هذا اللقاء هو تحية لروح زهير جبور الذي رحل باكراً وكان لديه الكثير مما يعطيه وخبر وفاته كان صادماً ومؤلماً فألف تحية لروح فقيدنا الغالي والعزاء لأسرته وزملائه ولمحبي أدب زهير جبور.
ندى سلوم