قراءتان في ديوان الشاعرة رنا محمود (سر نبوءتي)

الوحدة:29-11-2021

تتجلّى الأنثى، وقدرتها على التميّز في ديوان الشاعرة رنا محمود (سرّ نبوءتي)، ومن دون مقدمات نتوقف مع دراستين نقديتين في هذا الديوان لكل من الدكتور عيسى درويش، والدكتورة غيثاء قادرة..

يقول د. عيسى درويش: أول ما لفتني هو العنوان وصورة الغلاف.. فالعنوان يثير تساؤلاً مهماً، وهو هل أن الشعر في موضوعه نبوءة أو كشف يراه الشاعر بحدسه لمستقبل قد يأتي، أم هو تساؤل أنثى عن سؤال قديم جديد هي تشير إليه في بعض قصائدها ضمنا وهو لماذا لم يكلف الله بالنبوءة بالأنثى.
وأما ما يتعلق بصورة الغلاف فأظن أن هذا الغلاف كما أراه يجسد حقيقة الشاعرة رنا محمود ظاهراً ومضموناً، وخاصة أنها فنانة تشكيلية.
– الفاتحة، نصها الأول، تقول في صفحة ٩: حين شاء أبي أن يرسمني لوحة أنجبتني أمي قصيدة، ثم تأخذ بالتداعيات اللفظية والحياكة متدحرجة إلى الفراشة، الطفولة، ضفائر العشق، الموناليزا، ألف ليلة وليلة…. وهي صور تتعلق بالذاكرة، ثم تنكفئ على أناها مؤكدة أنها قصيدة أنجبتني أمي حين شاء أبي.. نرى أن الشعر بدأ عالياً ثم انخفض إلى نزعة القدر وإذعان المرأة لسلطة الرجل حين شاء أن تكون ابنته قصيدة.
– العلاقة بين الأنثى والوعي التاريخي: في صفحة ١٣ تقول: أنا أنثى حررت نفسي من قيود الزمن، مداي كل هذا الكون.. هي ترى أن رؤياها هو الأزرق الممتد إلا إذا كانت ترى أنها قادرة على عبور الكون في الزمان فلم تتهم الأنثى وفق التابوهات الدينية بأنها ناقصة عقل ودين حيث تقول في المقطع:
فليس بناقص عقلي ولاحظي ولاديني ..
فكيف إذا تسحركم ليالي الوهم..
ثم تذهب إلى التاريخ مستحضرة أوغاريت وبابل ومستذكرة عشتار وهانيبعل..
فكيف الأنثى ناقصة عقل ودين وهي أنجبت الآلهة والأبطال والمبدعين وتؤكد اعتزازها بقانون بابل وقوة تدمر، وتختمه بالقول من صفحة ١٦:
فلم أيها الأغراب.

بكذبة الأديان يمحى حام كرامتي
ولم أيها الجبناء بذنب أنوثتي أقتل؟
بصك براءتي أقتل؟
– العلاقة بين الأنثى والحب..
تتميز الشاعرة بفيض طاغ من الحب باعتباره السلاح الأقوى للأنثى والحق المقدس لها ومن أجدر بالحب، وهي لا تخجل من حبها بل تتفاخر به وكأنها تقول إن الأنثى خلقت لتحب… ألم تكن الخطيئة من الجنة والتوبة عن الخطيئة من الآخرة.
– الشاعرة والوطن:
في هذه المجموعة تهب الشاعرة من ارتباطها بالوطن قوية في التعبير فيما عانى الوطن من هجوم الأعداء الحاقدين الذين دمروا الجمال وقتلوا الأطفال وهدموا الشواهد الحضارية فتقول:
أشعل الهشيم ضفائر الأرض
وتعالت حمم الحرائق..
إلى أن تقول:
ما عادت في وطني تعلو تراتيل العناق.. بل تبكي الأمنيات!
– وفي العلاقة بين الأنثى والوطن لا تهمل الشاعرة البعد الإنساني من نظرتها للوطن والإنسان عما يجري في الشرق بكامله فالمصيبة واحدة في الوطن الكبير فهي تقول:
يا أيها الشرق المقتول
وكل من حولك حطام..
يا أيهاالشرق أين بعضك من كلك .. قل لي ماذا تبقى منك…
وبالرغم من عمق المأساة تبقى متسلحة بالأمل..
إذ تقول ص:٢٦
يا أيها الشرق إن كنت حياً
ها أنا أناشدك الأمل
وأشرب نخبك، نخب الأمل المبتغى.
إلى أن تقول:
نبني فيه بيوتاً للحب ويعود لجسدك النبض.. ربما!
وهي ليست متأكدة، بل مسكونة بالأمل.
– الحب والجسد:
الأنا.. رنا الشاعرة كما ترى نفسها، تبدأ من الثلث الثاني للديوان تظهر الأنثى على حقيقتها القلب العاشق، الجسد المشتهي للحب..الروح التواقة للحرية والانطلاق وذلك في العناوين التالية..
وشوشة جنون- حتى أنت يا بحر- سيرة لم تكتمل بعد- على حواف ضفائري- حب عنيد- ـوكسجين الحب- دعوني أغني- لا صمت بعد الآن- أنا عشتار- نبوءتي القادمة..
ويمكن لي أن أسجل الملاحظات الآتية:
الملاحظة الأولى: في بوح صادق وصريح لا تخفي الشاعرة حبها للرجل وتعلقها به وهي صريحة في مكابدتها وتريد رجلاً كما ترسمه هي لا كما يراها الرجل بمنظار الشهوة والاشتهاء ثم هي تريد علاقتها به طقساً عبادياً وليس طقساً جسدياً..
وهي تقول ص٣٠ المقطع الثاني: أيها البعيد القريب.. تعالى لأرضي العطشى نصلي معاً صلاة الحب.
في هذا المقطع يعيدنا إلى العلاقة بين عشتار وبعل وقصة الخصوبة؟
وتقول في ص ٤٠:
فحين أحببتك … احترقت أوراقي
كأنك أوقدت أشعاري في النار وتلاشيت…..
واللافت في القصائد رغم تأجج مشاعر الحب وإيحاءات الجسد والدلالات الحسية والمتخيلة لا يوحي بأي انزلاق إلى ألفاظ غير مألوفة وهي تدعو إلى النقاء بقولها:
من قصيدة تعاليمي المريمية:
يا من تقدست بعشقي المريمي، ومشيت على هداي
يا سيد العشاق.. فطفلة الحب أنا خلقت لأكمل تعاليم مريم في نقاء الحب وفناء الجسد.
– ثمة تناقض أراه في موضوع الرغبة الجامحة والخوف المقدس، وكأنها تعود إلى التقاليد وما جاء في الكتب المقدسة ثم يتأجج فيها التمرد والدعوة إلى الانطلاق.
الملاحظة الثانية: هي دعوة الشاعرة للحرية الواعية الملتزمة وهي تقول:
في قصيدة على حواف ضفائري، ص ٤٧:
كن رقيقاً دافئاً واحرس قلب رنا…
وتبرر الأنا بصوت عال قد لا يكون غروراً أو أنانية وربما صوت الأنثى كرمز لديمومة الحياة يقولها في ص ٤٨ قصيدة أعيدوا لي صوتي:
أنا صوت فصول الحب، أسلسلها كأصابع كفي ولا أطيق وحشة الروح، وتختم بقولها:
أعيدوا لي صوتي لأنثر أغاني الفرح ويعانق صوتي الكنائس والمساجد..
فتزهر الأرواح ويبوح النبض بالوطن.
فلن ينحني الزهر وأصابعي كالزنابق..
أما فيما يتعلق بدعوتها للحرية، هو توق الأنثى لتمارس طبيعتها الأنثوية وهي أن تحلم وتحب وتمارس اختيارها بعيداً عن الإرغام والقسر والإكراه، وهو ما يمارس على الأنثى في مجتمع ذكوري، وتقول في صفحة ٥٤:
أنا فقط أحلم أن أصنع شاطئاً لي لأقيم صلاة الحب للعاشقين..
فهل الحب ممنوع وحرام على الأنثى.
وفي بقية القصائد يتعالى صوتها قائلة بصراحة لا تخشى من إعلانها الجريء بالحب صفحة ٦٣:
أنا الوردة التي تأخذ بيد الصباح.. لا يهمني أن اتهمني الشرق بأني أحرض النساء على الحب، فالحب سر بقاء الآلهة.. نعم وبالحب أباهي الخلق.
الملاحظة الثالثة:
بالرغم من ضجيج الحب وحرارة البوح والشوق للحبيب والنزوع لرفع الصوت عالياً، وأنه لا مناص من انطلاق الأنثى من شرنقة العبودية والتسلط بعشرات العبارات والمقاطع.
في الديوان تدعو لذلك، لا تتنكر الشاعرة لمبادئها ولا تتخلى عن إيمانها بأن جسدها هو وعاء روحها.. و(أنها ملك نفسها) لا ملك أي قوة أو سلطة ومهما كانت التقاليد أو رجل أو عادات.. ورغم ذلك البوح الأنثوي تصر الشاعرة على ارتباطها بسورية التاريخ والحضارة… وسورية الوطن والحرية والشعب وهي تربط الماضي بالحاضر من القصائد الأخيرة من الديوان فهي فخورة بأوغاريت حيث تقول عنها:
تبقى أوغاريت رمز سلالتي
تبراً يرصّع بالجمان قلادتي.
الملاحظة الرابعة:
في القصائد الأخيرة من الديوان صفحة ١٠٥ وما بعدها.
القصائد: على مشارف الجنون- دعوني أغني- لا صمت بعد الآن- جرح الندى- أنا عشتار – نبوءتي القادمة، تعود الشاعرة على تأكيد ذاتها من خلال أناتها كأنثى وكأمّ، وكوطن.. وتعلن في النهاية قدرتها على التحدي والإصرار على النصر وتحقيق النبوءة.
وتعود إلى التقرب من الحبيب وتأكيدها بأن الحب هو حق مقدس للأنثى وبعيداً عن نظره ما حولها إليها، معتبرة أن الحب هو الطفولة ولأمومة والقداسة وتقول .. صفحة ١٠٦ فيا أيها الخطيئة الطارئة ارحلي عن مضاربي وخلّي حبيبين في بحر الطهر والحب السرمدي.
وتصل إلى بيت القصيد من عنوان الديوان سر نبوءتي لتعلن عن نبوءة القادمة.. قائلة.. صفحة ١١٦:
فلماذا! ألغى الله من أنبيائه النساء… وهنّ يلدن الأنبياء والحياة… وتناسيت أنها جعلت من نفسها آلهة هي عشتار…
ثم تعلن بقولها..
أشهد أن الأنبياء حق وكذلك نبوء تي حق…
فأنا نبية زماني.. وفي كفي تجري الجنائن بأنها النساء… بأنها من صرخة… قد تستنهض التغير.
رأي خاص:
أعجبت بشعر رنا في ديوانها من حيث الجرأة في التعبير، والانحياز للأنثى والإعجاب بالتاريخ السوري القديم، وبجرعة الوطنية في محتواه، والإصرار على التحدي، وبالرغم من أن المفردات المستعملة تتشابه مع مفردات قصيدة النثر التي تنطلق من شاعراتنا السوريات المعاصرات، ولكني أرى أن شاعرتنا تصر على أنها صاحبة رسالة وتتحمس لها وتطالب بمشاركتها بدعوتها لتحرير الأنثى وانطلاقها نحو حريتها..
وأعجبت بالرغم من حرارة البوح فيه لم تنزلق إلى تعابير من الإيحاء الجسدي أو الجنسي بل حافظت على إيقاع متناسق من أول الديوان إلى آخره..
وتقول الدكتورة غيثاء قادرة:
إنَّنا أمام تجربة نسوية ناهضة في رسم الصورة والكلمة, تند عن الإغراق في المعنى غالباً فيكون الوضوح ميسمها, وتغوص بعيداً في لجج المعنى فتبقى رهن دلالة وبُعد قراءة..
وفي مكاشفتنا النصوص في (سر نبوءتي) بدا لنا أن بين داخلِ النص وخارجِه مسافةُ اختراق تتفاوت في حدود الألفاظ والرموز, بوصفها دلالاتٍ على الحضور.
ترتكز الشاعرة رنا محمود في نصوصها على محوَري، التمرد والحلم، التمرد على العادات والتقاليد المجتمعية، والحلم بواقع مغاير مما يعني أنها في حالة جدل مستمر مع المجتمع.
سعت إلى تشكيل بنائي شعري وإلى صور فنية احتفت فيها بالأنا فكانت الجرأة طاغية في بعض المواضع, التي طرقت فيها باب الآخر من الأنا, فجاءت مجموعة سر نبوءتي لتُعلي صوتَ الأنا, صوت الأنثى التائقة إلى حرية تستجمع فيها الوجود الذاتي وتندُّ فيه عن الآخر بقدر سعيها إلى التماهي به.
بدت العناوين – بشكل عام- كاشفة عن مضمرات النص واضحة المعنى, تتكثف المعاني في بعضها لتبدو خاضعة لاحتمالات دلالية مختلفة, واستراتيجية منهجية تكفل رصد التموجات المشاكسة داخل نصها الشعري.
تضفي سلطة العنوان على النصوص, فهي في مجملها نسيج من فيض النفس التائقة إلى الوجود, مثل, (دعنا نرسم النهايات, وشوشة جنون, رياح الحب, قبلات ضائعة, على حواف ضفائري, ظلال عاشقين, في جباه الشوق, همسات حب, حريرية, لصة محترفة)، والسؤال هنا إلى أي مدى استطاعت الشاعرة صياغة عناوينها الشعرية جمالياً؟ إلى أي مدى فني وحَّدت الشاعرة بين العنوان والمتن الشعري, من الناحية الدلالية, تقول في نص (هذي أنا):
هذي أنا, السر المدفون والصرخة الثكلى, تمتد أدهار, هذي أنا الصلصال يروي حكايتي ويذيع فصولَها, هذي أنا النخل السماوي فاسمعوا أناشيد الحفيف, أنا أنثى, حررت نفسي من قيودِ الزمنـ أنا أنثى الألوهة, عشتار بابل وتموزي الدليل, أنا أنثى وحقِّ قداستي غضوا طرف جهالتكم أزيلوا وهم هذا الشرق, أنا أنثى وما الإغواء والإغراء إلا عينُ النقص فيكم).
إنها تواجه تجريدات الواقع التي تحكم قبضتها كأنثى تندفع إلى إعلان أنوثتها المستيقظة في وجه من يسعى لإغفال وجودها, تسعى لأن تحدث رجة عميقة في الجذور فتحرك الثوابت، فالواقع الخارجي مشين، يعلو النص نسق ثقافي يضمر صورة الأنثى تاريخياً, الأنثى التي ينظر لها على أنها ظاهر بلا باطن, كيان بلا نفس.
تطرح الشاعرة حالات قلق نفسي عايشتها الذات, في محاولة إخراج ذاتها من لحظات الانكسار النفسي لتنفلت بعدها من قيود المجتمع الذي جعل من المرأة أداة للوصول إلى غايته، بدت عاشقة للحياة مغيِّبة أناها المهزومة, فتقول في نصوص تشابهت مضامينها وتمحورت حول الروح العاشقة للحياة, للوجد تسطر فيها الشاعرة أناها التائقة إلى الميلاد لحظة ازدحام الهم والنحن, لحظة استعلائها معبرة عن توق للحب للآخر الذي لا تكتمل وجودها إلا به:
في نصها على ريش حمامة تقول:
يعصف بي الشوق, كنيزك خاطف, يخرق مساماتي المنكسرة, وضلوعي الواهنة كخيط ضوء كأنه سرق من جعبة الليل, نجوم السماء , لملمتها ليزرعها برحم شراييني زهراً وياسميناً, وجورياً فواحاً, فهي تلح على بناء نسق قيمي ضدي يصدع منظومة الفكر الأبوية, عبر الحب, فالحب عند رنا محمود حلما وحياة, ووجود, هو انطلاقة الأنا من سجنها العاجز إلى رحاب الفضاء الحر, ففي تعاليمي المريمية تقول مناشدة:
من ذا الذي يوقظ الحب من غفوته, من يعيد اعتباري, لساقية الورد غيرك, ياسيد القلب أيها الساقي جذوري بدمائك, يامن تقدسْت بعشقي المريمي, يا سيد العشاق, طفلة الحب أنا, خلقت لأكمل تعاليم مريم في نقاء الحب وفناء الجسد.
جعلت الشاعرة شعرها منبراً أو مسرحاً للتعبير عن مكنوناتها النفسية في ظل مجتمع ذكوري فهي تقدم في كل قطعة منها قضية من قضايا ذاتها ومجتمعها لتشكل لوحة المجتمع العربي بكل خصوصياته, فجاءت كشفاً عن واقعها بإبراز أشكال القمع والقهر التي تطالها, وتسعى إلى الكشف عن أساليبها وقدرتها على الكتابة..
تجيد الشاعرة اختيار الكلمة في نسقها ما يجعل من شعرية الجملة أكثر قيمة وفاعلية في استثارة الرؤية الجمالية في النص الشعري، ذلك أن الشعر (ليس هو المجال الوحيد الذي تخلق فيه رموز الأصوات وآثارها؛ وإنما هو المنطقة التي تتحول فيها العلاقة بين الصوت والمعنى من علاقة خفية إلى علاقة جدلية وتتمظهر بالطريقة الملموسة جدا والأكثر).
وفي استهلالية لنص آخر (فاتحة) تقول:
حين شاء أبي” أن يرسمني لوحة أنجبتني أمي قصيدة..
تتحقق الشعرية هنا في دهشة الصورة, والمتغير الجمالي الكامن في النسق التشكيلي الظاهر منه والمضمر, تقول في سيرة لم تكتمل بعد تقول: أنا هبة الله للقوارير, أحاور صمتي بفصولهن, وكل شيء, يشدني للتفرد, نداء الصمت يتناغم في أذني
تستهل الشاعرة بفاتحة استهلالية تشي بقوة ذاتية مواجهة تحفز التلقي الجمالي الآسر، وهي جاءت ذات قيمة استثارية في تحفيز الشعرية وإثارة كوامنها النصيَّة العميقة، وكأن الشاعرة تجعل صورتها المحور والأساس.
ويعلو صوت الأنا المتفردة لتعيش اللحظة الشعورية العميقة بكل ما تمثله في روحها من رؤى وأحاسيس براقة، كما في قولها:
سأنحتك بوحي قصيدة كإنجيل وأحمل ضلعك إزميلاً ينقشني بكلمات سماوية لم أقرؤها يوماً بكتاب مقدس فأنت ومن ثم الأنبياء, يشكل النص قيمة تكوينية تكاملية ترفع سوية الشعرية…
وكما لدى الشاعرة حنكة شعرية أسلوبية تستطيع الانتقال من نسق شعري جمالي الى آخر تبعا لمغريات الصورة والحدث والتشكيل الجمالي الخلاق.
لابد من الإشارة ختاماً إلى أن الشاعرة تسعى إلى أن تؤسطر الأنثى, وتسمو بها منعتقة من التقليد, والانفتاح بلغة مشتقة من جذورها تتناسب ومستوى نهوضها النفسي، تقول في نصها عشتار:
أتعشْتَر ملكة,
رغم أنف الزمان, ولي أن أشرين الحضارات بدمي
لترقص الأرض حول خصري
وتغني اسمي كل الجهات.
يبقى التاريخ خجول الحضور شعرياً في المجموعة الشعرية, لتأتي النبوءة في سرِّها استشرافاً لتاريخ اجتماعي يحمل وجوداً مبتغى.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار