بكرا أحلى

الوحدة:28-11-2021

كلما قررت الكتابة تعثرت بالمقدمة، وآلمتني التفاصيل الصغيرة،
يتراءى لي الكثير من الصورالتي نعيشها كل يوم، من أول شروق الشمس حتى المغيب، تستيقظ مدينتي كالعادة موجوعة تتثاءب، قضت ليلتها بلا حلم، الظلام الحالك يخيف أحلامنا ويقتل الصور الجميلة، الأشجار مثل الأشباح والأرصفة بلا حدود، الجو بارد كئيب، الناس قتلتها الوحدة، يخافون من المواعيد كورونا اللعين أقسى من العتمة، وما بالك وأنت تنتظر رغيف الخبز الذي يأتي بوجه مقلوب بلا نكهة، وموائد المساء الفقيرة تقض مواجع الوقت.
كل هذه التفاصيل الصغيرة التي اعتدنا على ذكرها وأخرى ننساها قسراً، حرمت كلماتي من لذة القهوة التي نشربها بلا سكر ولا هال ولا صور، نقلب الفنجان مع الرشفة الأخيرة معلقين بأوهام تجلب السعادة، وننتظر ما يقوله صانعو المستقبل عن توقعات مصيرية تحكمها الكواكب بلا رحمة وتنهال علينا نصائح علم الطاقة التي تجلب السعادة والمال والصحة، وكلما تفاءلنا خذلتنا القرارات.. ما أصعب المقدمة وما أصعب أن نقول بكرا أحلى.

زينة وجيه هاشم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار