حرب صامتة ضد الهوية والجذور

الوحدة : 23-11-2021

عبارة قالها المستشرق والمؤرخ اللبناني الأصل ذات مرة عن دولة اللصوص: (اليهود شعب همجي بلا حضارة، وكلما احتلوا منطقة سرقوا أهلها، ونسبوه إليهم)،
أمام هذه المقولة أقام المركز الثقافي العربي بطرطوس محاضرة تراثية بعنوان (سرقة التراث والتاريخ) للباحث الأستاذ حسن إسماعيل تحدث بإسهاب عن تاريخ الكيان الصهيوني السارق لكل تراث وموروث عربي أصيل، بدءاً من سرقة إسرائيل للأرض الفلسطينية وما يعلوها من تاريخ وجغرافيا بتراثها وموروثها، فعلى مقربة من مدخل مدينة أريحا تنتشر العديد من المكتبات والمعارض، والمحال المختصة ببيع الأدوات الفخارية والزجاجية المستوحاة من التاريخ والتراث الفلسطيني، رسمتها أيد فلسطينية لكنها تسوق للسياح الأجانب على أنها تراث إسرائيلي، ومصنوعات الفخار التي يعرضها الإسرائيليون في متاحفهم ومتاجرهم هي من إنتاج عربي انتقلت إليهم من أجدادهم الكنعانيين، وذهب الأمر إلى أبعد من مسألة العرض وتزوير الحقائق والتاريخ أمام السياح الأجانب وهو ارتداء الملابس التراثية الفلسطينية كما فعلت زوجة وزير الحرب الإسرائيلي (موشي دايان) حين ارتدت في إحدى المناسبات العالمية زياً عربياً على أنه تراث إسرائيلي، وكما تفعل مضيفات شركة العال الإسرائيلية للطيران…
ومن لبنان اختصت بسرقة التربة الزراعية من الجنوب، ونقلها إلى الداخل الفلسطيني وتحديداً مناطق الجليل، إضافة لسرقة مياه نهر الوزاني…
وعقب احتلال الجولان عام 1967 استولى موشي دايان بصفته الشخصية والرسمية على الكثير من المقتنيات الأثرية، ولم يعلن عن البعض منها إلا بعد مماته…
لم تكن مصر بعيدة عن السرقات الإسرائيلية وبخاصة في شبه جزيرة سيناء أبان الاحتلال الثاني في عامي 1967 – 1982، وأبرز ما قاموا بسرقته نفط سيناء، حيث استخرجوه وحولوه إلى خدمة اقتصادهم وآلة حربهم في مواجهة الدول العربية بما فيها صاحبة الأرض والبترول الكامن فيها.
مياه الأردن ونهرها وواديه لم تسلم من السرقة، فقد حولتها إلى شبكة ضخمة تغذي الكيان الصهيوني بالمياه..
المختصون في مجال الآثار والتاريخ العربي يحذرون من حرب صامتة يشنها الاحتلال لشطب الهوية الفلسطينية، وإحلال الهوية اليهودية الإسرائيلية مكانها بموازاة مع ما يجري على الأرض من تهويد واستيطان وتغيير للمعالم… هدف دولة الاحتلال من ذلك كله هو تجيير التاريخ لصالحهم، وإثبات حقهم في أرض فلسطين، وتثبيت فكرة أن لليهود جذوراُ تاريخية في المنطقة العربية قاطبة، وهي بذلك تعطي العالم العربي إنذارا بأنه أمام كيان كرس نفسه، ونصب ذاته لاعتباره دولة اللصوص..

نعمى كلتوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار