البدائل المناسبة

العـــــدد 9315

الثلاثــــــــاء 19 آذار 2019

 

إذا كانت السّمة الغالبة على عصرنا الحاضر، طابع عالم القرية الكونية أو الإلكترونية، لما قرّبت البعيد، واختصرت المسافات، وقلّصت الزمن، بما تمّ تحقيقه في ميادين الحياة كافة، وعلى الخصوص في ميدان الاتصال والتواصل التقني ونقل المعلومات واستقبالها، والتلقّي والمتابعة السريعة والدقيقة.
وفي وسط هذه المعطيات الحديثة وفي ظلّها وبنقلاتها المتطورة، وثوراتها التقانية وسيل معارفها، تزداد وتتكاثر هجمات الغزو الثقافي حدّةً وتنوعاً وانتشاراً.
بما يتناسب ونوع الغزو الثقافي بأبعاده المختلفة، وبات يُستخدم سلاحاً حديثاً وفعّالاً، أفرزته ثورة المعلومات والاتصالات، لاسيما في وسائل الإعلام الجماهيرية (المقروءة والمسموعة والمرئية).
إنّ المحطات الفضائية الأجنبية تفرز الكثير من التأثيرات المتعدّدة الجوانب عبر قنواتها وسيل معلوماتها، لبعض النماذج من المواد الإعلامية والفنية وما شابه ذلك، موجّهة من خلال الأقمار الصناعية إلى بلدان العالم النّامي (ومنها البلدان العربية) وتحديداً إلى فئة الناشئة والشباب.
وتتسم تلك المعلومات الموجّهة أو البرامج المستوردة في غالبيتها بالجانب الترفيهي والموسيقي والأفلام المترجمة أو المدبلجة.. وما تحركه خلفيات متعددة، يريد منتجوها ومن يديرها إحداث تأثير ملموس على الجمهور المشاهد والمتابع لها.
من الضروري معرفة ما يجري لدى الآخر والعوالم الأخرى، لاسيما ما ينشر عنها أو يُبثّ، لكن لا بدّ من الانتباه والأخذ بالحسبان حدوث تأثيرات لتلك البرامج والأخبار والمواد الإعلامية المتلقّاة وذلك لما تنطوي عليه من تخريب معرفي وهدم نفسي واجتماعي..
ولمواجهة هكذا تأثيرات ضروري تقديم الحلول والبدائل المناسبة التي تعتبر مقاومة لكل غزو يريد إضعاف أو مسح الهوية الثقافية للوطن.

بسام نوفل هيفا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار