الوحدة:21-11-2021
سأكتب لك مجدداً وعاماً بعد عام تحت عنوان (اعتراف سنوي وشكر ليس بجديد)، سأكتب لصورك المحمولة على الجدران لعلها تسمع وتدرك معنى الحب الذي أكنّه لك والذي كما أخبرك في كل مرة بأنه يجتاز أطر النمطية.
عزيزتي فيروز، عليَّ إخبارك أيضاً ومجدداً بأننا جميعاً نحبك وأنَّ صوتَك وأغانيك لم يكونا يوماً مجرد موسيقى يومية إنما وجبة أساسية يومية لا غنى عنها وقصص طبعت في الذاكرة ورُصِّعت فيها جدران الرأس، ولابد أن أعاود إخبارك بأنك لازلت صديقة أيامي وأيام الجميع بتفاصيلها شتى بصباحاتها ومساءاتها وكل فترات أيامها وأنّي سأفي بوعدي دائماً وسأبقى من أنصار فكرة (صوتك المناسب لكل وقت) وسأرفض مراراً فكرة أنه للصباح فقط فأيضاً لازال بالنسبة لي صوت كل وقت وصديق كل وقت … لازلت زهرة تشرين التي لا تذبل والتي لن تقوى عواصف الزمن على إسقاط أوراقها.
عزيزتي فيروز ..
سأعود وأعتذر منك في كل مرة على ترديدي الدائم لأغانيك فلربما صوتي ليس بجميل وعلى الرغم من هذا أغني وأدرك أيضاً أنّك لن تحزني يوماً من هذا،
أتعلمين؟! من الذكريات اللطيفة التي أحب أن أتذكرها في طفولتي هي أنتِ والأغاني وغنائي لها بلعثمتي الطفولية وأنا لم أبلغ الرابعة من عمري، كنتُ أهدأ بصوتك بعد كل مرة يدرك فيها الدمع طريقاً للخروج.
أحبك جداً وسأقول لك دائماً أني كبرتُ معك لكنك لم تكبري في نظري، كبرت وأنت لازلت عصفورة الشجن لازلت الصبية التي هربت من النافذة لتذهب للعيد لازلت عصفورة الساحات والساعات، وطفلة مدللة في قلبي تلعب على سطح الجيران وطفلة بعد ستة وثمانين عاماً لأنك مجبولة بالحب والحب لا يهرم ولو بعد ألف عام.
جولي محمد زوان